ما بال هؤلاء الذين يتطرفون في فكرهم ومعتقدهم، يذهبون حيناً نحو الشمال، وحيناً آخر يميلون نحو أقصى اليمين. وكل واحد منهم يعتقد بأنه الوحيد الذي يقف على جادة الصواب.
إنها العنصرية بكل معانيها، وفي أسوأ صورها، لا تنمو، ولا تتسع دائرة نفوذها دون إراقة دماء. وإذلال لفكر آخر، وعقيدة أخرى، وكانت أفريقيا نموذجاً حياً. لم يتعلم منه كل المتطرفين أن تبني العقائد القائمة على التمييز العنصري كان مصيرها تاريخياً الاندثار. ليس لضعف أو فقر وحاجة .بل لانسداد طرق المستقبل أمامهم، وهذا ما وجد «الأوروبيون» البيض أنفسهم يعيشون فيه في جنوب أفريقيا، بعد عقود من العزل العنصري الممنهج. والمحكوم بالقوة الغاشمة المستخدمة النار والحديد دون رحمة. ولم يمت الشعب، الذي كان يطالب بحقه في بلاده. ولم تنفع التفرقة ما بين الأبيض والأسود في إقامة مجتمع أوروبي على الأرض الأفريقية.
وقبلها كان هناك فكر متطرف، يميز عنصراً بشرياً على عناصر بشرية أخرى، قادته مجموعات طامعة في أرض وثروة وحياة مستقرة، ولم يأت الاستقرار، لأنهم بنوا مجتمعاتهم فوق بقايا جثث الذين قتلوهم، في روديسيا التي عادت إلى اسمها الأفريقي تحت قيادة شعب زيمبابوي، وتناثر بقايا الاستعمار، كما تناثر فكرهم المتطرف، وفي الجزائر التي وأدت الفكر الأوروبي الراغب في الانتقال جنوباً، وتحويل أرض عربية أفريقية إلى مقاطعة فرنسية!
الدولة العنصرية لا وجود لها في هذا الزمان، سواء في الهند أو في فلسطين، وسواء كان ذلك المتطرف مواطناً أصيلاً أو كان من بقايا الفئات المضطهدة في أوروبا، لن تتوفر له مقومات الدولة في مجتمع آحادي العقيدة، والانتماء الفكري، حتى ولو كان العنصريون أكثرية في وقت من الأوقات، مصيرهم السقوط مع كل ما يحملونه من تمييز، فهم ليسوا أفضل من غيرهم.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية