مضى الكثير من الأعوام منذ بدأت إثيوبيا سرطان أفريقيا بناء جلطة خرسانية أطلقت عليه سد النهضة و قد نجحت من قبل في زرع نفس الجلطات علي الأنهار التي كانت تتدفق علي كينيا نهر الاومو وبحيرة توكانا التي أوشكت علي الجفاف و أيضا الصومال مما كبد البلدين خسائر بشرية واقتصادية تقدر بعشرات المليارات وتغيير ديموغرافي نتيجة منع تدفق الأنهار إليهما ولا ننسي احتلاله للأراضي السودانية وادعاؤه أنها متنازع عليها و صراع العرقيات الذي لا ينتهي و ما يدور داخله من مذابح واغتصاب النساء ومجازر تشمل الجميع حتي الأطفال و تحالفات النظام الإثيوبي مع النظام الأريتري ضد المواطنين التيجراي. وها هي أجسامها السرطانية تنتشر حول مصر والسودان فهي كالسرطان يدخل الجسد دون اتفاق و لا استئذان ولا تنسيق وإثيوبيا تبني سد الموت دون اتفاق ولا استئذان ولا تنسيق و دون احترام للمعاهدات الموقعة بين الدول لا فرق أبدا بين إثيوبيا والسرطان فكلاهما لا خير منه أبدا و كلاهما لابد من وقفه عن الزحف إما بالصدمات أو بالبتر قبل أن يتمكن من الجسد ووقتها لن يجدي معه كل أنواع العلاج.
الأن يتم الملء الثالث دون أدني أعتبار لأي رد فعل من مصر و السودان و لو كان الملء الأول و الثاني كلف أثيوبيا أية خسائر ما شرعت في الملء الثالث بنفس الطريقة فلا زالت مصر تتمسك بأنها لن تتنازل عن قطرة مياه واحدة من حصتها و تبحث عن الطرق الدبلوماسية لحل المشكلة رغم أنها أضاعت أحد عشر سنة بنفس المنهج دون تحقيق أية نتائج إيجابية والسودان لا زال غارقا في المظاهرات بشكل يومي تقريبا و مشاكل اقتصادية و صراع لا ينتهي علي من يحكم و لا زال هناك منهم من يردد أن هذا السد لصالح السودان ولا زالت هناك مجموعات مقتنعة بهذه الخرافات و لن يصدقوا أضرار السد عليهم إلا بعد أن تغرق المدن و الأراضي السودانية أو تمنع عنهم أثيوبيا المياه حتي ينسحبوا من الفشقة الصغري و الكبري التي حرروها بعد ربع قرن من الاستعمار الأثيوبي لها.
الأوضاع الدولية الآن فرصة ذهبية لبدء العلاج و بتر السد الأثيوبي السرطاني لأن أثيوبيا كانت و ما زالت تعتمد علي الدعم الصيني و الروسي و رضاء الأمريكان عن هذا السد و لكن الحرب الأوكرانية الروسية فرضت أوضاعا جديدة علي كل دول العالم و نبرة التحدي الصيني ضد أمريكا ترتفع و الطلعات الجوية و المناورات تزايدت من كلا الطرفين حول جزيرة تايوان و بذلك فكل الاهتمام العالمي أصبح منصب علي الحرب الروسية الأوكرانية و الأمن الغذائي و أسعار الطاقة التي لا تتوقف عن الارتفاع و علي حرب التصريحات الأمريكية الصينية و بذلك نستطيع التحالف مع كل من يريد التخلص من الشيطان أبي أحمد و أولهم جبهة التيجراي الذي ذاقت الأمرين و كل صنوف العذاب علي يديه و كانت علي وشك دخول العاصمة أديس أبابا لولا الدعم العسكري العاجل الذي قدمته الدولة العربية الشقيقة و التي لا أعلم لماذا قامت بهذا الدور و هي تعلم مدي الضرر الذي وقع و سيقع علي مصر من هذا الدعم الغامض للنظام الأثيوبي ولا أظن أبدا أن هذه الدولة التي كانت بالأمس القريب الدولة العربية الشقيقة وكانت بلا أنياب ولا جيش فأصبحت تتدخل عسكريا في سوريا و اليمن و ليبيا وأثيوبيا و تسعي لإيقاع الضرر الشديد بمصر التي لا غني عنها لها و لغيرها من الدول العربية الشقيقة وكأن نهر النيل خسارة عادية و نستطيع تعويضه أو الاستغناء عنه كما أن دورها غامض أيضا في الشأن السوداني و تدير هذا الحوار أيضا لصالح إثيوبيا.
علي النظام الإثيوبي أن يدفع ثمن تعنته و استهتاره بحياة أكثر من مائة و خمسون مليون مصري وسوداني وليعلم أنه سيدفع الثمن غاليا و أن القيادة السياسية والجيش المصري لن يقبلوا ضياع النيل للأبد فهل أن أوان بتر السرطان الأثيوبي و التحرك السريع لوقف انتشار السرطان الإثيوبي الذي أقترب من تدمير نهر الحياة لمصر والسودان.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول