حاولوا غزونا فكرياً ففشلوا.
وحاولوا أن يضعفونا بميليشيات وتنظيمات إرهابية وتفجيرات واغتيالات في عدة دول عربية، وفشلوا.
الدول التي صمدت في 2011، تواجه اليوم حرباً من نوع آخر، لا تستخدم فيها الأسلحة الفتاكة. بدباباتها وطائراتها وصواريخها، ولا تجهز لها جحافل من الجنود. هذه حرب تستهدف الشباب، تريد أن تجعل منهم فئة معطلة. وغائصة في وحل تلك الحبوب التي تذهب العقل، وتفسد الأخلاق، وتمزق المجتمع، هي الحبوب المخدرة التي يرسلون منها في كل شحنة تكتشف الملايين. ولم يتركوا أسلوباً لم يطرقوه، وضعوه في صناديق الفواكه. وفي مواد البناء، ولم يتأثروا بكل ما تمت مصادرته، مصانعهم عبرت حدودهم. وذهبت إلى الدول الممزقة بفعل تدخلهم، وتحت حراسة أتباعهم، تنتج تلك المصانع وسائل الموت على شكل حبوب «كبتاجون» وغيرها.
في دول الخليج والأردن ومصر، رجال يتصدون لعمليات التهريب، وفي كل يوم يعلن هنا وهناك عن النجاح في إفشال محاولات إدخال كميات هائلة من تلك الحبوب، ولكنهم ينجحون في بعض محاولاتهم، فالطبيعة تساعدهم، سواء من خلال الحدود البرية، التي تمتد لمئات الكيلومترات، أو من خلال السواحل المفتوحة والمتداخلة مع دول التهريب، عبر الأفراد، أو عبر انتقال البضائع والتبادل التجاري، وقد كانت المملكة الأردنية واضحة في بيانها الصادر قبل أيام، وبعد عدة مواجهات مع العصابات المسلحة المشتغلة بالتهريب، خاصة من حدودها الشمالية الغربية.
حيث تجتمع الميليشيات من الثالوث الدولي للتهريب وتصنيع المخدرات، وأولها حزب حسن نصر الله، المتمركز في سوريا، ومعه المرتزقة الأفغان، والحرس الثوري الإيراني، وهؤلاء جميعاً يعملون بعيداً عن أنظار السلطات السورية، وحدد البيان الأردني حجم ما يحاولون إدخاله من حبوب الموت عبر حدوده، وفي العام الماضي، كانت السعودية هدفاً لمحاولات إدخال تلك الآفة الخطيرة مع الرمان المستورد عبر لبنان، وتحت إشراف حزب نصر الله، الذي يدعي أنه «رمز المقاومة»، فإذا به يثبت للعالم كله بأنه ليس أكثر من «قائد عصابة» تهرب المخدرات، وتحمي مصانعها ومزارعها!