نون والقلم

محمد يوسف يكتب: الحرب السيبرانية

القراصنة والمبرمجون هم أبطال الحرب السيبرانية، يتسللون عبر الشبكة التي مازالوا يصرون على تسميتها بالافتراضية، ويضربون من فوق الحزام وتحته، القرصان يستخدم فطنته التي اكتسبها من خلال اللعب في الأجهزة التي توفرت له، فطنته وليس ذكاءه.

أخبار ذات صلة

فأغلب القراصنة ليسوا أذكياء في دراستهم وفي حياتهم العادية، ولكن التعود والاستمرار ليلاً ونهاراً في العبث واقتحام ما لا يعرف، وعدم الخوف من العقاب، كل ذلك جعله متحكماً في جهازه، سواء أكان «كمبيوتر» ثابتاً أو نقالاً، أو جهازاً «لوحياً» أو هاتفاً يحمله في جيبه.

ومن رصد وألقي القبض عليه ثبت أنه لم ينهي المدرسة الإعدادية. وعندما لم يجدوا في بعض الدول – والكبرى على رأسها – مواد في القوانين تسمح بمحاكمتهم. استعانوا بهم، ليشاركوا في حروب القرن الحادي والعشرين، وتحولوا إلى مقرصنين معترف بهم رسمياً، وأصبحت قرصنتهم شرعية!

أما المبرمجون، فهؤلاء ربما يكونوا أذكياء، درسوا في الجامعات، وأيضاً كان العبث في الأجهزة حليفهم. حيث اكتشفوا عيوب البرامج التي تنتجها الشركات الكبرى، وتبيعها بمبالغ خيالية على المصنعين للأجهزة.

والأهم من ذلك أنهم يكتشفون الثغرات في البرامج المحملة، فيعرضون خدماتهم، وينالون الملايين مقابل اكتشافاتهم. بينما هناك مبرمجون يخترعون برامج وتطبيقات جديدة تعرض على الشركات التي لا تتردد في دفع ما يطلب منها. وتبحث عن هؤلاء الحكومات والمصانع والمؤسسات المالية، ليفكروا نيابة عنهم في مواجهة المنافسين. فهم يمثلون الجيوش الجديدة، وسلاحهم الاختراق والتعطيل أو التجميد أو التدمير لشبكات الأعداء!

فإذا التفتنا حولنا اليوم سنجد الشبكات هي التي تدير حياة البشر، هي روح إنتاج الطاقة، وهي محرك أنظمة المواصلات في سكك الحديد والطرق، وفي الجو والبحر، وهي مسيّرة الأقمار الصناعية، وما يعدوننا به من سيارات تجوب الشوارع دون سائق أو طائرة تحلق في السماء ناقلة الركاب بين البلدان دون طيار!

فماذا يمكن أن يفعل القراصنة والمبرمجون إذا تدخلوا؟

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى