تواصل إمارة دبي بعد أكثر من 20 عاماً من تأسيس أحد أكبر التجمعات التقنية المتخصصة في منطقة الشرق الأوسط، متمثلاً في «مدينة دبي للإنترنت» ، استقطاب كبرى الشركات العالمية العاملة في هذا المجال، أسوة ببقية القطاعات الاقتصادية التي أثبتت فيها تفوقاً نوعياً بدعم مميزات تنافسية ترسّخ بشكل عام مكانة الإمارة كوجهة عالمية مفضلة للشركات الكبرى والاستثمارات الأجنبية المباشرة التي وجدت في دبي الشريك الأفضل في مسيرة عنوانها السعي المشترك لتحقيق أعلى مستويات النجاح، ضمن مختلف الظروف ورغم سرعة المتغيرات العالمية المحيطة بفضل نهج عمل رشيد يعتمد على توطيد دعائم اقتصاد المعرفة بتخطيط قائم على تلبية الاحتياجات الراهنة واستشراف مقومات الريادة في المستقبل.
اقرأ أيضا:
حاكم دبي: مرحلة جديدة في تاريخ الإمارات بانتخاب محمد بن زايد
تيرتل منت تركّز على توسعها الدولي وتفتتح أول مكاتبها في الإمارات
جدري القرود.. الإمارات تؤكد جاهزية قطاع الصحة للتعامل مع الوباء
ويأتي توافد الشركات العالمية الكبرى على دبي لنجاحها في تأكيد موقعها كالخيار الأول للمستثمرين والشركات بفضل أطرها القانونية القوية، وما تقوم عليه من قوانين ولوائح تتسم بأعلى مستويات الشفافية والمصممة للحفاظ على حقوق المؤسسات والأفراد في آن واحد، وهو ما يدعم كذلك بيئتها التنظيمية الداعمة للأعمال والتي تحرص على اتباع أرقى معايير الحوكمة الرشيدة للشركات والمؤسسات، فضلاً عن نهج الشراكة الذي تتبعه دبي في التعامل مع مختلف مؤسسات القطاع الخاص سواء الوطنية أو الأجنبية، إيماناً بأن نجاحات شركائها تسهم في إنجاح المنظومة الاقتصادية الكلية للإمارة.
شركة كلاودفلير (Cloudflare) ، التي تعد من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في مجال تقنيات الأمن والأداء والموثوقية لشبكة الإنترنت، أعلنت الثلاثاء الماضي افتتاح أول مقر إقليمي لها في “مدينة دبي للإنترنت” وهو الأول لها في الشرق الأوسط، لتعزيز أعمالها المتنامية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ونقطة ارتكاز فريق الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا، وهي نموذج للشركات العالمية الكبرى التي وجدت في دبي الخيار الأمثل كنقطة ارتكاز حيوية لإدارة وتوسيع نطاق أعمالها في منطقة حيوية غنية بفرص النمو، نظراً للتركيبة السكانية التي يغلب عليها الشباب المهتمين بالمحتوى على الإنترنت وعلى نطاق واسع.
وتملك Cloudflare مراكز بيانات ضمن أكثر من 270 مدينة فيما يزيد على 100 دولة حول العالم، لخدمة قاعدة عملاء يقدر أعدادهم بالملايين، لتكون بذلك من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال والتي تغطي خدماتها نطاق واسع ومتنوع من العملاء من موفري خدمات الإنترنت والحوسبة السحابية والمؤسسات في مختلف أنحاء العالم، وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا، فخطط الشركة تتضمن إطلاق مراكز بيانات جديدة، وزيادة الحصة السوقية ببناء الشراكات، وتوسيع قاعدة العملاء، وتمكين الفريق المحلي من خدمة عملائها بشكل أفضل.
قيمة مضافة
ويرى عمار المالك، المدير العام لمدينة دبي للإنترنت أن انضمام شركة Cloudfalre لأسرة المدينة يمثل قيمة مضافة جديدة لمجتمعها المتنامي، لاسيما مع طبيعة الخدمات التي تسهم من خلالها في بناء شبكة إنترنت أفضل تتميز بالموثوقية والاستدامة والتوافر للجميع، إذ قال: “”نعتز بانضمام شركة Cloudflare إلى مدينة دبي للإنترنت، ونتطلع لما تجلبه في مجال التكنولوجيا من خبرات وفرص وحلول استباقية تشكل قيمة مضافة إلى جهود التعاون والعمل الجماعي الذي يؤديه شركاؤنا ضمن المجمع بما يسهم في دفع القطاع قدماً ويعزز مكانة دبي كرائد عالمي في مجالات الابتكار والسلامة والأمن السيبراني”.
ويؤكد المالك أن التطور التكنولوجي والتحول الرقمي أسهم في إحداث تغيرات جذرية وعميقة في مختلف القطاعات، إذ أضحت البنية التحتية الرقمية أمراً لا غنى عنه نظراً لما تجلبه من آفاق واسعة من الفرص، مشيراً إلى أن الأمن السيبراني يعد ركيزة أساسية لقطاع التكنولوجيا المتنامي الذي من المنتظر أن تصل قيمته إلى أكثر من 317 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027 وفقاً لتقديرات Mordor Intelligence، ومن ثم للاقتصاد العالمي بصورة عامة والذي تشكل التكنولوجيا عصبه الأساسي.
وينوّه المالك ببيئة الأعمال المتكاملة التي طورتها مدينة دبي للإنترنت حيث نجحت بفضل بنيتها التحتية المتطورة وخدماتها التنافسية في جذب الشركات العالمية لتتخذ منها مقراً لها، لتشكل المدينة على مدار أكثر من 20 عاماً موطناً رائداً ورئيسياً لصناعة التكنولوجيا في المنطقة مستقطبة أهم وأكبر الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، علاوة على استقطابها أيضاً رواد الأعمال والمواهب التقنية المتميزة على حد سواء.
ويتضح اهتمام حكومة دبي المستمر بتأكيد ريادة الإمارة في مجال تقنية المعلومات ومواكبة مستجداتها من خلال القرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مؤخراً بتشكيل لجنة عليا برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، مهمتها إعداد استراتيجية دبي للميتافيرس والإشراف على كافة التطورات التكنولوجية المستقبلية في الإمارة، في خطوة استباقية ضمن جهود دبي الدؤوبة لتأكيد مكانتها كمركز رئيسي للأعمال وأفضل مكان في العالم للعيش والعمل وأيضاً للزيارة.
وتعد «مدينة دبي للإنترنت»، التابعة لمجموعة تيكوم، مجمع الأعمال الأكبر إقليمياً لشركات التكنولوجيا والمواهب العاملة في مجالاتها في المنطقة، وعلى مدار أكثر من عقدين، تمكنت المدينة من استقطاب واحتضان عمالقة التكنولوجيا إلى جانب نخبة من الشركات المليارية والشركات الناشئة ورواد الأعمال وحتى المواهب المستقلة من مطورين واستشاريين وغيرهم، في مكان واحد، ما أسهم في ترسيخ مكانة الإمارة وجهة أولى للمواهب والشركات التي تعمل على الحلول المستقبلية وتعزيز نموها ومعدلات تبنيها. وتستمر المدينة في توفير بيئة أعمال محفزة تعمل على تشجيع التواصل وتبادل الخبرات بين الشركات الكبرى والشركات الناشئة والمستثمرين.
أكثر المدن ارتباطاً
وتمثل البنية التحتية القوية التي تتمتع بها دبي في مجال الطيران من أكبر المميزات التي تعزز ارتباطها بالعالم، بل تجعلها من أكثر المدن ارتباطاً بمختلف أنحائه وهي ميزة كبيرة لطواقم الشركات العالمية فيما يتعلق بتسهيل حركة انتقال أفرادها عالمياً انطلاقاً من دبي، إذ تسيّر شركة “طيران الإمارات” رحلاتها إلى 138 وجهة سفر حول العالم، فيما يصل عدد الوجهات التي تطير إليها رحلات “فلاي دبي” إلى 120 وجهة سفر.
وقد احتفظ “مطار دبي الدولي” بالمركز الأول بين المطارات الدولية الأكثر ازدحاماً في العالم للسنة الثامنة على التوالي، حيث استقبل 29.1 مليون مسافر خلال عام 2021 لتتجاوز حركة الركاب السنوية التوقعات الأولية لعدد المسافرين بزيادة نسبية تقدر بنصف مليون مسافر نتيجة لزيادة حركة الطيران خلال الربع الأخير من العام. فيما تشير التوقعات الأولية إلى أن حركة الركاب السنوية في مطار دبي الدولي من المنتظر أن تصل إلى أكثر من 58 مليون مسافر بنهاية العام الجاري.
مجتمع أعمال مطرد النمو
يُشار إلى أن دبي أصدرت 72,152 رخصة أعمال جديدة خلال عام 2021 بنمو قدره 69% مقارنةً بالعام 2020، وذلك رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي شهدها العالم خلال تلك الفترة جراء انتشار جائحة كوفيد-19، ما يمثل قفزة نوعية تعكس تميز بيئة الأعمال فيها بكافة مقومات النمو والقدرة على جذب الخبرات والاستثمارات، ما يجعلها حاضنة مثالية لمختلف أنواع الأنشطة الاقتصادية، فيما تُبرز الأرقام مكانة دبي الإقليمية والعالمية بوصفها عاصمة الاقتصاد الأكثر تطوراً، والأسرع نمواً، والبيئة المثالية لاحتضان واستيعاب الأفكار الجديدة ودعم مصالح الشركات الإقليمية والعالمية التي تتخذ من دبي مقراً لها، لاسيما مع تنامي الفرص الاستثمارية الجديدة التي تتيحها في الاقتصاد الرقمي.
وخلال العام 2021، تصدّرت دبي المدن الجاذبة لمشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة بجذب 418 مشروعاً استثمارياً جديداً لتحتل بذلك المركز الأول عالمياً صعوداً من المركز الثالث في العام السابق، في جذب مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، وذلك وفقاً للتقرير السنوي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي.
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية