نون والقلم

د. إيمان علاء الدين تكتب: صناعة النجوم

عندما نري النجوم وهي تلألئ، عندما نتمعن بالنظر إلى بريقها، عندما تخطفنا طلتها الساحرة، عندما نسرح معها بخيالنا، عندما نحكي لها أسرارنا، عندما نتغنى بها، عندما نهتدي بها وقتها فقط ندرك أهمية النجوم.

فيكمن ارتباط النجومية، لدي البعض، بالقيادة والإلهام بينما يتوجه البعض إلى ربط النجومية بكيفية الخروج من المشكلات أو كيفية إدارة الأزمات؛ والبعض يعبر عن النجومية بما يشاهده ويتأثر به وهناك الكثير والكثير من الآراء التي تعبر عن مفهوم النجومية ومن هنا تكمن النظرة الشاملة للنجومية والتي تهتم بتفحص كافة التفاصيل الصغيرة في نفس ذات الوقت لعرض الصورة المتكاملة.

فتعتبر النجومية هي تلك النظرة التي تعبر عن الشمول والخصوص. تلك هي النظرة التي تعبر عن الدقة والتوسع، تلك هي النظرة التي تعبر عن السرعة والتأني. تلك هي النظرة التي تعبر عن صناعة المستحيل.

فمعادلة صناعة النجوم مثلها كمثل معادلة كيميائية تعتمد على مدخلات ركيزتها الإخلاص. لتدخل في عمليات أساسها العمل والبناء والتنمية لتصنع مخرجات أولها مصلحة الوطن. وقد تحتاج المعادلة إلى مواد مساعدة كالإرادة والقدرة على إدارة الأزمات من أجل أن تصبح المعادلة بمثابة أيقونة ملهمة للجميع.

ولا شك أن الدولة المصرية أتقنت صناعة النجوم مثلها كباقي الصناعات أو بالأحرى صناعة المستحيل، وذلك منذ تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية.

فما نلبث أن نتابع ما يحدث حولنا من أزمات عالمية إلا ونجد لقاء الرئيس ليعرض ما تم حصاده من إجراءات عملت عليها الدولة المصرية قبل حدوث الأزمة، إنجازات متتالية للدولة المصرية واحدة تلو الأخرى بل لا نكاد أن نفرغ من استعراضها وتحليلها إلا ونجد التي تليها، لا نكاد نغفو ونصبح حتى نرى الرمال الصفراء تحولت لبقعة زراعية متكاملة، لا نكاد نغفو ونصبح حتى نجد أصرح قومية عملاقة تم إنشاءها لأغراض استراتيجية متعددة، لا نكاد نغفو ونصبح حتى نسمع كلمات الرئيس السيسي لتأكد على أن الدولة المصرية ماضية على العهد لحياة كريمة للمصريين ولتلبية احتياجات المواطن المصري في كافة جوانب الحياة.

ولعلنا تابعنا فاعليات حضور فخامة الرئيس لاستعراض نتائج المشروع القومي «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعي، والذي يأتي ضمن نطاق المشروع العملاق «الدلتا الجديدة» لاستصلاح إجمالي مساحة 2.2 مليون فدان. حيث افتتح فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم. مشروع مستقبل مصر تضمنت الانتهاء من استصلاح وزراعة آلاف الأفدنة وتمهيد الطرق الداخلية وأيضا حفر آبار مياه جوفية.

كما يعد مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي بامتداد طريق محور الضبعة في الاتجاه الشمالي الغربي. من أهم المشروعات الزراعية التي دشنتها الدولة لتعظيم الفرص الإنتاجية في مجال استصلاح الأراضي والإنتاج الزراعي. حيث يهدف لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين، وسد الفجوة في السوق المحلية ما بين الإنتاج والاستيراد.

ويعد موقع المشروع من أهم المزايا الإستراتيجية لتوافر الأيدي العاملة. بالإضافة إلى سهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات. وكذلك سهولة توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى موانئ التصدير البرية والجوية. كما يعد المشروع من المشروعات المتكاملة حيث يوفر المشروع فرص عمـل مباشـرة وفرص عمـل غير مباشرة.

ومن مشروع «مستقبل مصر» إلى اجتماع «متابعة منظومة الصادرات الزراعية المصرية» حيث وجه السيد الرئيس بتكامل جهود وخطط قطاعات العمل المشترك بالدولة في مجال الانتاج الزراعي، بهدف تحقيق أقصى كفاءة انتاجية واقتصادية ممكنة لموارد الدولة المتاحة في هذا القطاع، من أجل تعزيز الأمن الغذائي من المحاصيل الاستراتيجية، ودعم القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية المصرية محلياً ودولياً وربط الإنتاج الزراعي بالصناعات ذات الصلة، وتوفير المزيد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في العديد من التخصصات.

كما استعرض الاجتماع موقف الصادرات الزراعية المصرية، والتي تشمل 350 منتجاً زراعياً متنوعاً يتم تصديرها إلى أكثر من 150 دولة حول العالم في مقدمتها الدول العربية والأوروبية، حيث سجلت الصادرات المصرية طفرة غير مسبوقة خلال عام 2021 وبلغ حجمها حوالي 5.6 مليون طن بقيمة قدرها نحو 3 مليار دولار، ولتصبح مصر الأولى عالمياً في تصدير الموالح، وذلك بالإضافة إلى الصادرات الأخرى من المنتجات الزراعية المصنعة والمعبأة.

بالإضافة إلى استعراض مستجدات موسم حصاد القمح الحالي في ضوء الإجراءات التي كانت اتخذتها الدولة لتعزيز إنتاجية محصول القمح بزيادة المساحات المنزرعة نحو 250 ألف فدان، وذلك بالتكامل مع المشروع القومي للصوامع والذي دعم قدرة الدولة على تعزيز السعة التخزينية الاستراتيجية، بالإضافة إلى زيادة أسعار التوريد وإضافة حافز استثنائي لتعظيم العائد المادي والاقتصادي للمزارعين والفلاحين.

إجراءات تنفيذية متنوعة ومتكاملة ومتميزة للدولة المصرية كانت ثمارا لمواجهة أزمات عالمية. خطوات واضحة لرجال مصر الأوفياء تمت في صمت، أفعال من سواعد أبناء مصر. لم نسمع لها ضجيج لتظهر لنا أيقونة الانجازات لأمس واليوم وللغد. ولتلقي بظلها على مكون صناعة النجوم المصرية.. فتحيا مصر دائما وأبدا.. تحيا الجمهورية الجديدة.

عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة

Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى