كل يوم، تبهر هذه الدولة العالم كله، في رخائها وشدّتها تقدّم نماذج غير مألوفة، وكأنها شجرة تتفرّع أغصانها، نبتت من بذرة طيبة، زرعها زايد الخير في أرض مباركة، وسقاها من الماء الزلال بيديه الكريمتين، وأحاطها بحب وموّدة وسعة صدر وصبر حتى أينعت، وشاهد كل لحظة من لحظات نموها وثباتها في الأرض لتنثر ثماراً مغلفة بحنان الأب والأخ والصديق، فكسب القلوب، ولم ينظر له في حياته كلها بغير هذه النظرة التي وصلت إلى أبنائه.
مدرسة ينهل منها العالم كلّه، أدارها خليفة من بعد زايد، طيّب الله ثراهما. ومحمد حفظه الله وشدّ من أزره وجعله ذخراً لهذا الوطن. المتدثّر برداء راسخ، ضاربة جذوره في أعماق الناس. فهذا إرث زايد، يمتد ونتعلّم منه، لأننا مطمئنون. فالشجرة الطيّبة لا تنبت غير الثمر الطيّب، وهي سنة الحياة، تنتقل الراية من يد إلى يد. وكل يد تضرب من الأمثال ما لا يستوعبه غير الذين عاشوا في كنف هؤلاء الرجال.
قبل أيام كان البعض يتساءلون، يطرحون أسئلة مشروعة وغير مشروعة، من أحبة هم الأغلبية، ومن «فتات» الأرض، وهم قلّة. المصابون برهاب التغيير، وكانت الإجابة درساً جديداً في مسيرة الإبهار والإنجاز والتألق ونكران الذات، من القيادة السياسية لدولتنا، المجلس الأعلى للاتحاد، حكّام الإمارات التي اختارت مسارها قبل 50 عاماً. وكم كان مشهد اجتماعهم لاختيار رئيس الدولة بعد رحيل خليفة زايد مهيباً. جلسة رجال اجتمعوا على قلب رجل واحد، لا قاعة ولا طاولة اجتماعات، بل محبة نابعة من تلك القلوب التي تعاهدت على عهود الآباء المؤسسين، وتبادلوا العزاء في خليفة، وسلّمت القيادة لصاحبها. ووقف العالم من شدّة الاستغراب، فهم لم يعتادوا على انتقال السلطة بهذه السلاسة. ووصلت الإجابة لكل شقيق وصديق، مفادها «إننا لا نتنازع الأمر، فالأمر محسوم بيننا».
اللهم، إنا نسألك في هذا اليوم المبارك أن تعين رئيس دولتنا، عبدك وابن عبدك، الكريم أخو الكريم، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأن تزيده حكمة على ما عهدناه فيه من حكمة، وأن تشدّ من أزره يا عظيم، وأن ترحم زايد وخليفة بواسع رحمتك يا رحمن يا رحيم.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية