يساهم ارتفاع مستويات الدخل وتغيير أنماط الحياة في دفع النمو الكبير للمعروض من مشاريع الأبراج السكنية ذات الإرتفاعات العالية بالمملكة العربية السعودية، وذلك في ضوء الطلب المتنامي من مشتري الوحدات السكنية والمستثمرين، والذي يحفز بدوره المشاريع الحديثة والفاخرة للأبراج السكنية في جدة، و الرياض، و المنطقة الشرقية. وتقدم “كوليرز انترناشيونال” تقريرها الذي يتناول تغيير معنى الفخامة و الجودة بمفهومها التقليدي من خلال إضفاء طابع عصري حديث على منهجية تطوير الأبراج السكنية في المملكة العربية السعودية.
وقد شهد القطاع السكني في السعودية تحولاً جذرياً على مدار السنوات الخمس الماضية، إذ كان يضم بشكل رئيسي أبراجا سكنية تقليدية، أما الآن، فإن التركيز قد توجه إلى تطوير الأبراج الحديثة و الفاخرة.
ويعتبر كورنيش جدة موقعاً مميزاً لهذه النوعية من المشاريع ذات الإرتفاعات العالية، ويبرز في هذا السياق برج المملكة بجدة، الذي يعد رمزاً مطلقاً للرفاهية حيث أنه من المقرر أن يكون أطول برج في العالم عند اكتماله في عام 2018، وفي الرياض، ساهم النجاح الباهر لبرج رافال في تحفيز المطورين للإقبال على المزيد من المشاريع المماثلة.
وتلبي هذه النوعية من الأبراج السكنية بصورة متزايدة طلب المشترين على أنواع متعددة من الشقق السكنية بمختلف أحجامها و أسعارها. حيث أن أصحاب الوحدات ممن ينوون السكن فيها باعتبارها مقرا رئيسيا لإقامتهم، يبحثون عن شقق ذات أحجام أكبر على أن تضم 3 غرف نوم أو أكثر. حيث أن مشتري المنازل لأغراض الإستثمار أو الرفاهية أو الإقامة المؤقتة من الأثرياء و رجال الأعمال، يتطلعون إلى أحجام أصغر من الشقق ذات الجودة العالية.
ومن الجدير ذكره أن عدد مشتري الوحدات في الأبراج السكنية الفاخرة بهدف الإقامة الدائمة فيها يقدر بنسبة 60% في جدة، في حين أن الرياض تجتذب عددا أكبر من المستثمرين و رجال الأعمال.
وتأتي في طليعة هذا القطاع مشاريع مثل برج المملكة في جدة و الأبراج ذات التصاميم المميزة التي تضم فنادق عالمية إلى جانب الشقق. لا سيما وأنها تمنح المطورين القدرة على طرح منتجاتهم بأسعار مرتفعة بما يتناسب مع المستوى الذي توفره هذه المشاريع. و تلعب هذه النوعية من الأبراج دوراً هاماً في تطوير المناطق المجاورة و رفع قيمتها، إذ من المتوقع أن يكون لبرج المملكة في جدة أثراً مشابهاً لما أحدثه برج خليفة على منطقة دبي داون تاون.
ومع ذلك، فإن التركيز على الفخامة يجب أن يصاحبه اعتبارات تحافظ على المعايير العالية بينما تقلل من التكاليف عبر التصاميم البسيطة و اعتماد مبدأ المباني الذكية والفعّالة.
ويقول عماد ضمرة، المدير العام لشركة “كوليرز انترناشيونال” في المملكة العربية السعودية: “إن الطلب المتزايد على الأبراج السكنية الحديثة و الفاخرة في شتى أنحاء المملكة يبدو جلياً من خلال مستويات الإقبال العالية على الأبراج المتواجدة حاليا، والحجوزات المسبقة للمشاريع المقرر إنشائها. وفي حين أن هناك تغييراً جوهرياً واضحاً يحدث في هذا القطاع ينبغي على المطوّرين الإنتباه لخصائص و سمات الطلب الملحوظة في السوق، كما أن المطورين الذين يتمتعون بسمعة جيدة من حيث مواعيد استكمال المشاريع وتسليمها، واتفاقيات الشراكة التي تجمعهم مع العلامات المميزة، وأيضاً التزامهم بجوانب التصميم المميز و التجهيزات و التشطيبات ذات الجودة العالية، سيستفيدون بشكل أفضل من الفرص المتاحة في السوق. علاوة على ذلك، نلاحظ فجوة واضحة في قطاع الفئة المتوسطة، بحيث تظهر دلالات توضح قلة المعروض بالنسبة للتغيرات المستقبلية المتوقعة في الطلب.”.