الدعوات التي وجهتها الأكاديمية الوطنية، لعدد من الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والعمالية ومكونات مجتمعية، للمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، هي خطوة أولى في مشوار طويل من النقاش المجتمعي حول كل القضايا الهامة في المجتمع.
والمشاركون في الحوار عليهم أولا وضع جدول أعماله من البداية والنهاية، وأيام انعقاده ولجانه والقضايا المطروحة. والقضايا ذات الأولوية وإعلان كل هذا على الناس، حتى يتابعوا ما سيتم من نقاشات وحوارات والنتائج التي ستنتهي إليها الاجتماعات.
والحوار الوطني يجب أن يطرح جميع القضايا بكل صراحة ووضوح، وبدون أي خطوط حمراء، خاصه وأن النقاشات في اللجان قد تكون مغلقة، ويجب أن يكون حوارا يتسم بالصراحة والوضوح والشفافية، حتى ينجح ويحقق أهدافه التي من أجلها دعا إليه رئيس الجمهورية.
فالظروف العالمية والإقليمية والمحلية تقتضي منا أن نطرح القضايا الشائكة، بدون أي قيود، حتى يلتزم الجميع بمخرجات الحوار ويعملوا على تنفيذه، والوقوف خلف كل القرارات المنفذة لهذه المخرجات، والعبور إلى الجمهورية الجديدة التي يجب أن نسرع الخطى في الوصول إليها.
فالمشاركون في الحوار يجب أن يعلموا أنهم ليسوا ذاهبين إلى نزهة أو إلى مناقشات سفسطائية أو البحث عن الشو الإعلامي أو المزايدة على الآخرين، ويجب أن يعلموا أنهم ذاهبون إلى هناك في مهمة وطنية بامتياز، تحتاج إلى جدية في تناول القضايا والاستعانة بالمتخصصين والفنيين في القضايا التي تحتاج رأيهم كمستشارين.
وعلى المشاركين التحضير الجيد خلال عقد جلسات حوار مصغرة. داخل مؤسساتهم فأي وثيقة ستقدم إلى الحوار الوطني ستكون وثيقة رسمية. وسوف تحاكم تاريخيا، إذ لم تكن على المستوى المطلوب. وستكون نقطة ضعف في تاريخ هذه المؤسسة.. وعلى المشاركين أن يعكفوا على دراسة كل ما يطرح على الحوار من أولويات وقضايا ومشاكل. وعليهم البحث عن حلول تكون خارج الصندوق، وأن يتم الالتزام بما انتهى إليه من نتائج.
فالتحضير للحوار جزء أساسي منه وعلى كل المشاركين أن يكونوا جاهزين بأرواق عملهم في إطار مشاورات داخلية في كل مؤسسة، وكما قلنا لا يجب استبعاد أي طرف من الحوار، طالما لم يرفع السلاح أو حرض على حمله أو تآمر مع الخارج ضد المصريين، نفس الأمر ينطبق على المشاورات الداخلية أيضا.
وحسنا فعلت الجهات المشرفة على الحوار عندما طرحت استمارة على موقعها. ليشارك المصريون كلهم فيه بطرح الأفكار والاقتراحات إلى اللجنة التحضيرية. وهي فرصة للجميع، وخاصة الشباب للمشاركة وبكثافة، وطرح رؤاهم في كل ما يعتقدون أنه أولوية وطنية وبدون أي خطوط حمراء.
أتمنى أن يدير الحوار السياسيون المتمرسون في العمل السياسي، وأن يشارك فيه أكبر عدد من المصريين. وأن نتقبل نتائجه ونقف خلفها ونساندها. ونعبر بها إلى الجمهورية الجديدة القائمة على مبادئ المواطنة وسيادة القانون. جمهورية مدنية ديمقراطية يكون فيها صندوق الانتخابات هو الطريق الوحيد إلى السلطة. وأن تكون دولة مؤسسات تعمل في تناغم وتنسيق دائم.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية