مرت في حياتي شخصيات عظيمة تعلمت منها الكثير، وسألت أحدهم: ما سر كسل الشخصية المصرية؟.
قال لي إن الإنسان المصري في الأصل هو فلاح، قد وهب الله مصر تجانساً في طبيعتها كما يقول جمال حمدان.
فالوادي كله وحدة فيضية يمنحها النيل له ويسيطر على حياة البشر التي تعيش على ضفافه. وليس هناك فرق كبير بين الدلتا والصعيد فليس بها تنوع جغرافي.
حركة النهر على السهل تكون طفيفة والنتيجة أن التغير لا يحدث فيها بصورة فجائية ومن ثم البشر أيضاً لا يحدث لهم أي تغيير فجائي.
إنما التغييرات التي تحدث للبشر تراكمية وتحدث في زمن طويل. فالفلاح الأرض أمامه سهلة ليس بها أي جبال أو مرتفعات والماء يأتي إلى الأرض بشكل سهل أيضا. كل الذي يقوم به أن يرمى البذور ويسقى الأرض وينتظر الحصاد في خلال هذه المدة تقريباً لا يفعل شيئاً.
هنا انتهت كلمات أستاذي العظيم وتتلخص كلماته أن طبع الإنسان المصري هو انتظار الزرع حتى أصبح جامداً لا يطرأ عليه أي تغير بشكل مفاجئ، وعندما قام بالعمل في مهن أخرى استمر الطبع الأساسي هو الانتظار بما يجود به صاحب العمل من أجر، ولأن الأجر هو غير راضٍ عنه فلا يعمل كامل ما هو مطلوب منه فتظهر عليه علامات الكسل.
لم نقصد أحداً!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية