من الخطأ الخلط بين العمل الذي تجيده والمكان الذي تعمل فيه دائماً ما يقع الناس في هذا الخلط لأنهم يعتقدون أنهم جزء من المكان، وأن المكان لا يستطيع أن يستمر بدونه.
في الحقيقة إن دورك في المكان ليس مرتبطاً بشطارة منك فيما تعمل، إنما مرتبط دائماً بمن تعمل. ففي أحيان كثيرة يكون المكان الذي قضيت فيه مدة كبيرة تغيب عنه روح المصلحة والهدف. هذا عكس ما كنت تعمل به ويتحول مع الوقت إلى مقلب قمامة. فهل يعقل بعد كل هذه الأعوام من يأتي من يقول لك استمر معنا بذات الطريقة التي أنت تعمل بها.
وقد احتفظ التاريخ بصورة قاسية للحقد التي تبلغ أوضح صورة لها في قيامه بحرق ماضي المكان ومحو أي إشارة إلى رجال حققوا شيئاً فيه فعليك أن تستجمع أنفاسك لتطفئ نار هذا الحقد حتى لا تمسك فيك، حيث إنك لا تستطيع أن تمدح رجلاً وسط مجموعة من الأفاقين الذين يدعون أنهم عالمون ببواطن الأمور.
قبل أن يسخر منك أحدهم ويتهمك بأنك لا تعرف شيئاً، أو يقول لك تعال نتناقش. ويعلو صراخه ويتطاير لعابه في وجهك، إنما اصرخ أنت في وجوههم وقل لنفسك سوف أنتظركم عندما تغيب أدواركم. يا أغبياء، فالأذكياء فقط هم الذين يعرفون أن القادم لهم.
لم نقصد أحداً!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول