تركيا مستمرة في «فك العقد» المتشابكة في علاقاتها مع الدول العربية القيادية، وفي مقدمتها الإمارات والسعودية ومصر.
كانت أحداث السنوات العشر الماضية سبباً في كل ما حصل من خلافات، وعلى رأسها التحالف مع جماعة الإخوان، ومحاولاتهم بسط نفوذهم في البلاد العربية، اعتقاداً منهم أن وصول الإخوان إلى الحكم سوف يساعدهم في تحقيق «الحلم المفقود» منذ سقوط الدولة العثمانية، والتقت إرادة الطرفين عند نقطة واحدة وهي الهيمنة، مستخدمين أتباع التنظيم الإخواني العسكري بميليشياته و«غوغاء» الشعوب المخدوعة بالربيع العربي والثورات، وحاول كل طرف منهما أن يحقق مصالحه عبر تسلق أكتاف الآخر، ولكن الخسائر كانت كبيرة على الجانب التركي الذي خسر في عدة ميادين، منها السياسية والاقتصادية والسياحية والعسكرية، فاختلال الميزان التجاري مع الإمارات يفقدها الدولة العربية الأولى في التبادل التجاري، والدولة الأكبر من ناحية القوة الشرائية، وهي السعودية، ثم الدولة الأكبر من حيث عدد السكان، وهي مصر، إضافة إلى حالة التوجس في دول عربية أخرى بعد التمدد العسكري التركي.
وهبطت العلاقات إلى أدنى مستوياتها، بعد أن تمكن الإخوان من تحويل «إسطنبول» ومناطق تركية أخرى إلى قواعد انطلاق لإثارة الفوضى من خلال «رسائل كاذبة» تبثها وسائل إعلامهم، وكان الخاسر الأكبر الاقتصاد التركي بعملته وقيمتها وانخفاض معدلات الإنتاج.
وفتحت منذ أشهر قليلة بوابات التقاء، مع إغلاق منافذ الخصام، بمبادرة من «الحكيم» الذي تجمعت أمامه أسباب إصلاح ما هدمته «أوهام الإخوان»، وتحرك الشيخ محمد بن زايد بكل ثقة واقتدار ليعيد الأمور إلى مسارها الصحيح، ونجح سموه في مسعاه، وكللت جهوده بزيارة لتركيا وتوقيع اتفاقات شراكة، وزيارة أخرى من الرئيس التركي لأبوظبي، ومهدت الطرق لزيارة السعودية مصحوبة بعمرة مباركة قبل أيام من نهاية شهر رمضان، تبعها الرئيس التركي أردوغان بقرار حاسم، وهو إغلاق آخر منصة إعلامية إخوانية، فرحلت قناة «مكملين» ليفتح رحيلها مسار الصلح مع مصر وعودة العلاقات إلى طبيعتها.
إنها نهاية العبث الإخواني.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول