نون والقلم

محمد يوسف يكتب: أين الحقيقة؟

التوترات العالمية تُحدِث حالة من الرعب، دول تتأهب لأسوأ الاحتمالات. وجيوش تتحرّك، ورؤوس أموال تتنقّل، وشركات ومستثمرون يتردّدون. ووسائل نقل وشحن تخشى المغامرة، وأسعار ترتفع.

تلك حال الدنيا، عندما يكون الخطر في أغلب المناطق، حرب في أوكرانيا، ومناوشات على الحدود الصينية-الهندية. وإرباك سياسي في باكستان، ونزاع بين إيران وأفغانستان، وتحرّكات بحرية مشبوهة عند جزر تايوان. ومناورات لأساطيل متعدّدة في بحر الصين، و«جزر سليمان»، التي لا نعرف عنها أكثر من وقوعها في الجنوب – جنوب الكرة الأرضية. وهي بالكاد تُرى على الخريطة، تفتح أراضيها مرحّبة بالصين وقواعدها العسكرية.

وأستراليا تصرخ، والولايات المتحدة تهدّد، والحوثي يلعب بصواريخ إيران، وإسرائيل تمارس عادتها السنوية، بالاعتداء في رمضان على قدسيّة المسجد الأقصى، وتمزّق كل عهودها، وتملأ السجون بأبناء القدس.

عندما يكون كل ذلك محدقاً بالبشرية، يكون الإنسان رخيصاً، وتكون فاتورة غذائه وأمنه عالية جداً، فيخرج المسؤول الأول عن منظمة الأغذية العالمية، أو البنك الدولي، محذرين من ارتفاع قياسي في أسعار الغذاء، وركود اقتصادي، ترافقه عجوزات في مداخيل دول ومصاريفها، وسيزداد الفقير جوعاً، وسيشد الغني أحزمة التقشّف والتوفير، ويذهب الجميع نحو الطاقة التي ارتفعت أسعارها إلى الضعف، يحملونها إثم ما يحدث في العالم، ويغطون على منتجاتهم، تلك التي ارتفعت عشرة أضعاف سعرها قبل «كورونا» والتوترات العالمية، حتى وصلت «بوالص» التأمين على شحن البضائع، إلى أرقام خيالية، تجاوزت ثمانية أضعاف، أما المواد الغذائية، من حبوب إلى لحوم إلى فواكه وخضراوات، فقد تصل إلى المستهلك بسعر يزيد على 15 ضعفاً!

النفط ليس سبباً في انفلات الأسعار والتكاليف في العالم، ومنظمة الأغذية أو البنك الدولي، لا يقولان الحقيقة، حقيقة ما يحدث لغذاء البشرية!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button