أعوذ بالله من الإدمان عامة، لا أقصد إدمان المخدرات أو المسكرات فقط، إنما أقصد أي نوع من أنواع الإدمان.
فالإدمان هو إفراط في محبة شيء ما. محبة تستولى على إدراك الرجل، وتأسر عقله وجسده ولا يستطيع أن يعيش الشخص من غير ما اعتاد عليه.
فهذا الشيء أيا ما كان لا يغيب عن خاطره، فينشغل به وتتعطل كل قواه، جسدية أو عقلية بسببه فتتغير أفعاله وصفاته ومقاصده، فيعجز الطب عن إصلاحه.
هذا المدمن نهايته معروفة، فهو يقتل نفسه؟ ما لم تدركه عناية الله، هذا الشخص المدمن، لا يضر إلا نفسه. ولكن المشكلة الحقيقية هي ماذا نحن فاعلون إذا أدمن المجتمع، مثل إدمان الهيافة أو إدمان قلة الذوق، أو إدمان القبح أو إدمان الكذب.
وأعتقد أن هذا النوع من الإدمان هو الأخطر والأشد ضررا للجميع لدرجة أن الناس الآن لا تصدق «الصدق» ولا تعرف معناه، وأصبح الشخص الصادق غير مصدق لنفسه في مجتمع مات فيه كل ما هو حق فيعجز الجميع عن إصلاحه.. المجتمعات تبنى القيم في عقود ويأتي من يهدمها في أيام قليلة. فإذا قيل لك إن فلانا مثل كذا وكذا.. لا تقول إنك غير مصدق، لأن القيم ضاعت في زحمة الناس وتكالبهم على أكل العيش.
لم نقصد أحدا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول