غاب التسامح في السويد، ونزعت روح التعايش السلمي، وظهرت ديمقراطية التحزب والتحريض على الكراهية، تحت حماية فاعلة من الحقوق الممنوحة دون حدود لمن لا يستحقونها.
تلك المجموعة التي أقدمت على حرق كتاب الله تعرف جيداً أنها لن تسيء إلى الإسلام والمسلمين بقدر ما أساءت لحضارتها ومبادئ استقرارها، ومن شاركوا في تلك الفعلة ليسوا هم شعب السويد، ولا يعبرون عن فكر وتوجه الأغلبية، بل هم قلة يبحثون عن شعبية، أتباع وأصوات ومقاعد برلمانية، حتى يصلوا إلى ما وصلت إليه مارين لوبان في فرنسا، فهي ومن قبلها كان والدها انطلقا من نفس النقطة، وباسم المفاهيم المتراكمة منذ عصور الظلام حرضوا شعبهم، وأدخلوا الرعب إلى قلوب ناسهم، وأخافوا الرجل والمرأة على مستقبل أولادهم، من «عدو» ليس بعدو، وخصم لم يخاصمهم، وزمان هو ليس زمانهم، فالعالم اليوم أكبر من السواد الذي يملأ قلوبهم، وأكثر اتساعاً ورحابة في مواجهة «النعرات العنصرية» التي تسيطر عليهم، وما قاموا به لن يبرح مكانه، ولن يقلل من مكانة دين مستقر في نفوس ثلث سكان العالم.
ذلك هو اليمين المتطرف في أوروبا، المتدثر برداء الدين والوطنية الشعبوية، كما تدثر المتطرفون عندنا بغطاء الدين، وارتكبوا جرائم باسمه وهو برئ مما يفعلون، هم وجهان لعملة واحدة، ولا نستبعد أن تكون هذه العملة قد صكت لدى طرف ثالث، هو خفي ولكن آثار بصماته واضحة !
نحن لا نخاف على كتابنا السماوي، ولا تهزنا تصرفات أصحاب الفكر العنصري المتطرف، فهم يحرقون أصابعهم. قبل أن يحرقوا ورقة من القرآن. ولن يكون مصيرهم أفضل من مصير الذين سبقوهم. من ذلك الهولندي أو تلك المجلة الساخرة، فمثل هذه الأعمال تزيدنا قوة. وتجعلنا نتمسك أكثر من السابق بكل المبادئ الخيرة التي غرسها في قلوبنا وعقولنا كلام رب العزة في كتابه الكريم.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية