اخترنا لكنون لايت

«صراع مع الماضي» رواية جديدة للإعلامية التونسية فريهان طايع (1-3)

يعرض موقع «نون أون لاين»، لقرائه الكرام، أحداث رواية «صراع مع الماضي»، للكاتبة الإعلامية التونسية فريهان طايع على ثلاثة أجزاء.

اقرأ أيضا:

  1. فريهان طايع تكتب: رواية داليدا ولعنة الحب

  2. «أَدْرَكَهَا النّسيان» لسناء الشّعلان في مؤتمر رواية المرأة العربيّة في الهند

  3. «سجن اختياري» رواية نفسية تحطّم أسطورة الوصمة للكاتبة نرمين عِشرة

  4. «سلاسل الفيروز» رواية حديثة للأديبة الدكتورة أسماء عواد

وقالت الكاتبة في روايتها، «فداء كانت تعاني طفولة قاسية، فوالدها كان صارم جدا، كان يفتعل المشاكل على أتفه الأشياء، لم يكن يسمح لها بمرافقة أحد، ولم يكن يسمح لها بالذهاب لأي مكان إلا إلى المدرسة ومن ثم المعهد، كانت كثيرا ما تبكي من ظلمه، كانت كثيرا ما تختنق بالساعات تصرخ وتبكي. لكن ينتهي بها الحال إلى الاستسلام إلى الأمر الواقع.

قسوته دفعتها مرة وهي في سن الحادي عشر إلى محاولة الانتحار التي باءت بالفشل عندما انتبهت لها والدتها وأسعفت حياتها وبقيت لأيام عديدة وهي مريضة وطريحة الفراش. لكنها كانت تحاول بقوة لم تملكها طفلة أن تنجح وتثابر رغم أن النجاح في ظروف مثل منزلها معجزة، فوالدها كثيرا ما كان يفتعل المشاكل لسبب أو بدون سبب حتى أيام الامتحانات.

كانت تجتاز الامتحانات وهي تذرف الدموع بسبب وجعها ووحدتها التي كانت تشعر بها رغم أنها محيطة بأشخاص. لكنها كانت تذرف الدموع من الألم، والقهر والرعب والخوف. الخوف من العنف والإهانة بسبب عصبية والدها.

كانت تعاني من خوف والدتها وحرصها على ألا يكون لها أصدقاء، هي كانت لا تسمح لها حتى بزيارة الأقارب أو مجرد التحدث مع أحدهم في أتفه الأشياء خوفا عليها.

تتالت السنوات ولم يتغير شيء لكن مشاعر تلك الفتاة كانت كثيرا ما تبحث عن الحب والأمان، هي لم تكن تعلم لماذا كانت بحاجة للحب، لكنها لم تبحث عنه لأنها فتاة تحترم عائلتها ولم تكن ترضى أن يربطها أي شيء مع أحد .

كانت دائما ما تدرس وتنجح رغم كل العوائق والمشاكل التس كانت تواجهها، وكل يوم كانت تنتظر ذلك الأمير الذي يحرر قلبها ويسعدها. كانت ترغب في أن تجد الحب، أبسط أحلامها الحب، لم تكن ترغب في شاب وسيم ولا ثري، بل كانت تتمنى أن تجد شخص طيب يعوض لها كل ذلك الحرمان.

شاءت الأيام وبعد سنوات عدة وبعد أن كانت ترفض الجميع بقوة شخصية، شاءت  الأقدار أن يطرق قلبها وهي في السن سابعة عشر كان زميلها في نفس المعهد لكن لم يكن يدرس معها في نفس الاختصاص، كان أول حديث جمعهما صدفة عبر الشات، بعبارات بسيطة جدا هو كان فنان، يحب الغناء ويعزف العود و يطرب، أعجبت  بشخصية ذلك الفنان، أخبرها أنه لا يحب الفن المبتذل ويحب الفن القديم .

أجابت «جميل جدا هل تحب اسمهان وفريد الأطرش و عبد الحليم، أنا أحب اسمهان جدا».

أجاب «أنا أحب الفن القديم بجميع أصنافه ولا أحب فن هذا الزمن المختصر على كلمتين بدون روح».

ومن ثم التقت به مرات عدة في المعهد لأنه كان يدرس معها، وطرق قلبها له شعرت أنه ذلك الشخص الذي تتمناه رغم أنها لم تكن تفكر أن تبوح له بل اكتفت بمشاعرها مع نفسها لأنها لم تكن تريد منه شيء فقط أن يكون صديق مخلص لها.

و تتالت الأيام وازداد الحديث بينهما وكان يزداد سلم في درجات الصداقة، حاولت  ببراءة أن تسأله عن حبيبته وراء حجة الصداقة، فاخبرها أنه لا توجد له حبيبة، هي سألته فقط لكي تحاول أن تسيطر على مشاعرها إذا كانت له حبيبة، فهي لم تكن قادرة أن تتحمل أي وجع آخر كانت تريد فقط السلام والقليل من السعادة، وعندما استمعت لكلماته: «لا لا يوجد عندي حبيبة».

شعرت بالسعادة حينها رغم أنها لم تكن تفكر يوما أن تكون حبيبة له لأنها كانت فتاة رسمية لا تفكر إلا في الارتباط، لكنها كانت تريد لقلبها أن يشعر بالقليل من السعادة وأن تهرب من كل المشاكل التي كانت تواجهها، وفي مرة و في إحدى حواراتهم وكانت تعاني حينها من مشاكل عائلية لكنها لم تخبره إياها لأنها كانت كتومة.

قالت له حينها «أنا لا أحب الحياة، أشعر أنها مكان لصراعات ولا أريد أن أعيش في هذه الدنيا».

أجابها « أنا أحبك أن تضلي في الحياة لأن اللواتي مثلك لا يجب أن يتركوا الحياة».

شعرت حينها بسعادة لا يمكن أن تتخيلها لوهلة شعرت أن كل شيء في الدنيا جميل، شعرت أنها حققت حلمها في أن تجد الحب الحقيقي، كان دائما ما يصغي لها و يقدم لها النصائح، وكان خفيف الروح جدا و لطيف، هو لم يكن عصبي ولم يكن  شاب حاد الطباع بل كان طيب هكذا هي شعرت حينها، شعرت أنه ملأ فراغ سنوات في قلبها المجروح.

في مرة لم تغادر قاعة الدرس وبقيت مع إحدى صديقاتها، جلست على الطاولة وكانت تدون بعض الأشياء على دفترها فجأة تجده قد طرق شباك القاعة، التفتت فإذا هو يحيها ويبتسم ثم يمر وكانت في كل مرة قلبها يخفق.

لم تعد تهتم أن تكون الأولى في الدراسة مثلما كانت بل تجاهلت بهذا الحب كل الصراعات التي كانت تواجهها بسبب المنافسة وبسبب غيرة زملائها منها لأنها كانت تجيد كل شيء و انت متميزة، لكنها هربت إلى عالمها، كانت تشرد في التفكير فيه  بالساعات، أيقظ بكلماته الجميلة العديد من المشاعر، لكن سعادتها لم تدوم عندما اكتشفت أنه كاذب، كان يكذب عندما قال أنه لا توجد لديه حبيبة لأنه كانت توجد  لكنه كذب لكي يكسب حبها، شعرت حينها بالانكسار.

بعد حصة الرسم غادرت المعهد لمنزلها وما أن وصلت للمنزل، أغلقت باب غرفتها وانهارت بالبكاء، انهارت من الوجع وخيبة الظن وقررت أن تسيطر على مشاعرها، حاولت أن تتماسك نفسها لكن صدمتها كانت شديدة، فتحت الفيسبوك فوجدت رسالة منه يحثها فيها عن الدراسة لأنه كان يشعر أنها قد أهملت دراستها، تساءلت حينها لماذا يتصرف هكذا، أجابته ببرود «لا أبدا دراستي جيدة ».

وقررت حينها أن تتجاهله لأن كرامتها فوق كل اعتبار خاصة أنه كان يعلم أنها تحبه لأن صديقتها خانتها وأخبرته بكل التفاصيل أخبرته حتى أنها تغار عليه وهو كان سعيد لأنها  تحبه.

لكن هي قررت أن تثأر لكرامتها وتتجاهله، كل ما كان يمر أمامها كانت تحاول أن تتجاهله، لكنه كان يصر على عدم انسحابها من حياته.

لم تسأله و لم تعاتبه حتى، بل اكتفت بالصمت، اكتفت بالخذلان ومن ثم قالت لنفسها «لماذا اتجاهله ماذا سيقول لنفسه ».

فقررت أن تمنح فرصة لصداقتهم من جديد لأنها كانت تحبه جدا، كان يكفيها أن يكون هو جيد وبخير وهي لم تكن تنتظر منه شيء هي كانت تحترم نفسها وأهلها ما كانت لتسمح لنفسها بالخروج معه ولا حتى بأن ترتبط به، لكنها كانت تحترق كل ما كانت تنظر إليه مع غيرها، هي كانت لا تفهم تصرفاته الغريبة، تصرفاته كانت تثير التساؤلات في عقلها.

نون خاص

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول

أخبار ذات صلة

Back to top button