إذا استلم أصحاب الفكر اليميني المتطرف الحكم في فرنسا، شرعت أبواب أوروبا لأمثالهم، فهم يتواجدون في كل الدول، من الشمال حيث الأغنياء جداً والأكثر استقراراً، إلى الجنوب الذي يتطلع دوماً إلى عبور البحر المتوسط بحثاً عن النعيم، إلى الشرق الذي ما زال متمسكاً بالأصول وميزات شعوبه، والغرب حيث المتفاخرون بأنهم كانوا ولا يزالون قادة العالم.
النزعة الوطنية المبنية على العنصرية تزداد قوة في أوروبا، وتمثل خطراً على العالم كله، فهؤلاء ليسوا حثالة المجتمعات وأصحاب العقد النفسية مثل أتباع «داعش» والقاعدة. وليسوا متملقين متسلقين مثل الإخوان، ولا يبحثون عن حياة مرفهة، فهم مرفهون. أغلبهم من الطبقات العليا في مجتمعاتهم، يصارعون على الحكم في بلادهم. ويكسبون أتباعاً من الطبقات الدنيا، من الذين يصدقون رواياتهم ويعتقدون أنهم فعلاً من البشر المميزين. ويسعون لإثبات ذلك، سواء حمل المتطرفون رايات التفوق العنصري أو رايات دينية. لا فرق عندهم، كما فعلوا من قبل. عندما تبعوا ملوكهم في حروبهم الصليبية، وعندما اصطفوا خلف «هتلر». ليكونوا سلاحه الذي استخدمه لإذلال دول وأقوام وطوائف وأتباع أديان تختلف عن دينه ومذهبه.
مثل مارين لوبان يتواجدون في أحزاب تحميها الديمقراطية، رغم أنهم لا يؤمنون بها، وقد حدث من قبل أنهم دمروا كل المؤسسات الديمقراطية ومزقوا الدساتير. بعد أن أوصلتهم الانتخابات إلى الحكم، وسيحدث لو وصل المتطرفون العنصريون إلى القصور، في قلب باريس أو برلين أو ستوكهولم. وسيكون حصاد أوروبا من الدمار أسوأ من حصاد «قنبلة نووية». هؤلاء سيزحفون وينتشرون ويخضعون بالقوة شعوباً تعيش في أمان وسلام حالياً.
ومن اليوم وحتى الأحد القادم سيكون العالم وكأنه يقف على فوهة بركان، ولو كان قادراً على التصويت سيصوت لصالح ماكرون، ليس حباً في ماكرون، ولكن كرهاً لمارين لوبان والفكر الذي تمثله.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية