نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: اللجان الإلكتروني في شهر رمضان

الحديث هذه الأيام عن دراما رمضان.. ومسلسلات رمضان، والمنافسة بين نجوم الدراما على أشدها في تقديم قصص مثيرة لجذب المشاهد.. وهي عادة مصرية 100% منذ أن دخل التليفزيون مصر وارتبط شهر رمضان بهذه المسلسلات التي تصل إلى 30 حلقة يتابعها المواطنون طوال الشهر.

وفي المقابل، تراجع بريق البرامج الرياضية وبرامج التوك شو.. رغم أن الحديث عن كرة القدم عاد وبقوة، بعد أن تم تعيين الكابتن إيهاب جلال مديرا فنيا للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي سيخوص تصفيات أمم أفريقيا أنجولا 2023، وحالة الجدل التي تحدث في مثل هذه المناسبات بين من الأفضل المدير الفني الأجنبي أم الوطني، وهو السؤال التاريخي للرياضة المصرية وليس لكرة القدم فقط.

وما لاحظته في الدراما أو في مراحل اختيار المدير الفني أمر هام. وهو الدور المهم لشركات أو لجان السوشيال ميديا. فهناك مسلسلات تستخدم شركات السوشيال ميديا للدعاية واقناع المشاهد بأن هذا المسلسل هو الأول والأكثر مشاهدة. رغم ضعف محتواه.. وصناعة «الترند» حول شخصية البطل أو البطلة أو المسلسل كله لجذب المشاهد وبالتالي جذب المعلنين.

ونفس الأمر ظهر قبل حسم أمر المدير الفني، هناك مجموعة من المدربين الذين لديهم إما شركات أو لجان إلكترونية حاولت الدفع بمن تقف خلفهم حتى يتولى تدريب المنتخب. وللأسف بعد أن تم اختيار إيهاب جلال، تحولت هذه المجموعات أو الشركات إلى هجوم حاد على القرار الذي اتخذه اتحاد الكرة، وعلى أعضائه، ثم انتقل إلى المدير الفني الجديد، وتحول الحديث الآن عن راتبه الشهري والذي قيل إنه 900 ألف جنيه شهريا.

وقضية اللجان الإلكترونية هي اختراع لجماعة الإخوان الإرهابية وأصبحت الآن أداة في يد من يريد أن يفرض نفسه فنيا وسياسيا ورياضيا واجتماعيا إي وسيلة للتلميع وتحويل الشخص إلى نجم من نجوم المجتمع، وأصبحت هناك شركات متخصصة في هذا المجال، تقوم بحملات ضغط وتأييد لشخص معين، وتحاول لفت نظر المسئول عن اتخاذ القرار له.

ولأن مواقع التواصل الاجتماعي أداة سهلة للتواصل وحتى الآن غير مكلفة، مقارنة بوسائل الإعلام التقليدية، فقد تحولت إلى أداة قوية لتشكيل الرأي العام وتحريكه تجاه قضية معينة، من خلال دعم أو رفض قرار أو قضية معينة، كما أصبحت وسيلة لكشف العيوب والسلبيات من خلال طرحها بدون رقابة أو ضغط، ويعزز هذا استجابة السلطات إلى ما ينشر على هذه المواقع.

ورغم التأثير القوى للدراما إلا أنها لم تعد بالقوة التي تمثلها مواقع التواصل الاجتماعي. لذا لجأ صناع الدراما إليها للدعاية لما انتجوه، وحث المشاهد على  مشاهدته. لأن جمهور هذه المواقع أوسع من جمهور الدراما. وإمكانية الوصول إلى الجمهور أسهل وأسرع.

وتبقى خطورة هذه المواقع أو الشركات أو اللجان الإلكترونية فرض شخصيات أو مواقف على الناس. ومع كثرة التكرار يصدقها البسطاء من الذين يتعاملون مع هذه المواقع. وهنا تكمن خطورتها التي تحتاج إلى توعية مستمرة عبر نفس المواقع للناس. حتى تستطيع أن تفرق بين الغث والسمين مما ينشر فيها.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى