ردة فعل بحجم الواقعة، تلك كانت حالتي لحظة «الصفعة» على منصة أكبر وأهم احتفال فني يشهده العالم سنوياً، وأمام مرأى ومسمع أكثر من ملياري مشاهد على الهواء مباشرة.
تجمدت كما تجمد كريس روك، الممثل الهزلي المبدع. وهو يتحسس خده الأيسر، بعد أن طبع «ويل سميث» الفنان المتألق، كفه على ذلك الخد، بحضور الكبار. أولئك المحترمون، الذين لا يزالون يعتبرون الفن رسالة إنسانية. وليس مصدر إلهاء و«دغدغة» العواطف والمشاعر، من خلال المشاهد المثيرة، أو الأحداث المبنية على «محفزات» الغرائز. والتي، وللأسف الشديد، أصبحت تسيطر على الإنتاج الفني العالمي. وانتقلت بحكم التقليد الأعمى والأرباح المضاعفة إلى الإنتاج العربي والأفريقي والهندي. فأصبحت «بوليوود» تسير في ركب «هوليوود»، والأسماء المغمورة. تبحث عن أسرع سلم يوصلها إلى الأعلى في منطقتنا، دون اعتبار لقيم وأخلاقيات وخصوصية المجتمع، أو شهر رمضان الفضيل.
لم أكتب عن تلك الواقعة، تجنبت التعليق على الحدث، وتابعت التفاصيل دون ردة فعل، لأن ردة الفعل لم تكن موجودة من هول الصدمة. فالذي حدث، لم يقع في البلاد المتخلفة، سواء سميت النامية أو العالم الثالث، ولم يكن مكانها أو أبطالها من الذين يوصفون بالهمجية. إنها في حاضنة الحضارة والحرية، وهذه الأخيرة، تراءت لي كثيراً في الفترة الفاصلة ما بين «الصفعة» والكتابة، وتساءلت إن كان «كريس» قد قال ما قاله وهو يمازح زوجة «ويل سميث» من باب حرية التعبير، وهل كانت «صفعة ويل سميث». تندرج ضمن ذلك المفهوم؟ الأول لم يحبس الخاطرة التي راودته، فعبّر عنها بشكل ساخر. والآخر لم تعجبه السخرية من زوجته، في حدث مثل اليوم السنوي لتوزيع جوائز الأوسكار، فاستخدم حقه في التعبير عن رأيه بواسطة يده، التي طارت في الهواء لتستقر على وجه زميله!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول