نون والقلم

فريهان طايع تكتب: الوحدة أفضل من العلاقات السامة

لماذا نختار الوحدة والانعزال رغم أن شعور الوحدة مر جدا، عندما تشعر أنك  بمفردك، عندما تتخلى عن جميع معارفك وتنغلق على نفسك، لوهلة قد تغلق كل وسائل التواصل الاجتماعي وتعيش مع عالمك الخاص، عالم تعيش كل تفاصيله مع نفسك، تتخذ جميع قراراتك مع نفسك، تبادر بالتفكير في كل مشاكلك وهمومك مع نفسك، تخفي كل مشاعرك مع نفسك.

السؤال كيف؟؟؟

ولماذا نقرر العزلة؟؟؟

لماذا يتغير مفهومنا للعلاقات الاجتماعية؟؟؟

ولماذا نرفض أن نبوح بهمومنا حتى لأصدقائنا؟؟؟

لماذا نفتح الهاتف وتحديدا سجل الأرقام ومن ثم نغلقه بدون أن نرسل رسالة واحدة أو حتى أن نجري مكالمة واحدة؟؟؟

لماذا نضع هاتفنا في وضع الصامت ولا نهتم لمن اتصل ولمن لم يتصل أو حتى قد نغير رقم الهاتف كي نبتعد أكثر.

ولماذا يصبح البرود عنواننا واللامبالاة شعارنا

لماذا نتحجج في كل مرة من مقابلة أصدقائنا

ولماذا نتهرب في كل لقاء يكون صدفة بين أحد معارفنا

لماذا وصل بنا البرود لهذا الحد

العزلة لم تكن يوما قرار بدون سبب بل هي نتيجة علاقات سامة، علاقات سحبت منا تدريجيا ثقتنا بالمجتمع والعلاقات الاجتماعية، فالانعزال في هذه الحالة أفضل بكثير من العلاقات السامة التي تؤذي صاحبها يوما بعد يوم، العلاقات السامة المبنية على اللوم والعتاب وإفشاء الخصوصيات وغياب الوفاء والصدق، العلاقات السامة التي تكون مبنية على المصالح، العلاقات السامة التي تزرع الحزن والقهر بداخلنا.

كم مرة خذلك أحدهم وشعرت أنك ساذج جدا لأنك منحته ثقتك ووقتك وقلبك ومشاعرك النبيلة.

كم مرة قد أخبرت شخص بمشاكلك وأوجاعك ومن ثم طعنك بألف خنجر.

وكم مرة و مرة و مرة قد خاب ظنك وانخذلت وشعرت أنك غبي ولمت نفسك مرارا ومرارا على مجرد وثوقك بهم.

كم مرة قد تصرفت بعصبية تعكس كم أنت مستاء من حقائقهم ونفاقهم

كم مرة تساءلت ما الذي يجبرني على هذا النوع من العلاقات مع الناس؟؟

لماذا لا أشتري راحة بالي؟؟؟

كم مرة قلت فيها لنفسك الأفضل أن تبقى علاقاتي سطحية أفضل بكثير من العلاقات التي تقدم فيها كل رصيدك من الحب والوفاء والإخلاص من ثم تنصدم وتكون صدمتك قوية جدا .

وكم مرة ندمت على اختيار غير موفق وتمنيت لو أنك لم تختر أو أنك لم تمنح فرصة أو حتى لم تنظر إليهم و إلى نظرات عيونهم الكاذبة، كم مرة شعرت بالحزن عندما أحببت بكل جوراحك وندمت على كل مشاعرك وعلى لحظة رسمت فيها صورة لشخص كان عكس كل توقعاتك فاخترت أن لا تحب مجددا وأصبحت نظرتك للحب على أنه لعنة ولم تتمكن أن تحب من جديد.

كم مرة ومرة ومرة .

فلماذا نختار العزلة أليست العزلة أفضل من علاقات سامة تدمر ذواتنا وتحكم علينا بالموت البطيء

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

 

  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى