عاد مسلسل الاختيار إلى صدارة الأعمال الرمضانية، رغم مرور 7 أيام على شهر رمضان الكريم.. وحاز على إعجاب ملايين المتابعين، ليس في مصر، ولكن في الوطن العربي.
وقيمه هذا المسلسل أنه يحكى عن أحداث كلنا شاهد حي عليها وتابعناها بدقة. وأغلب المعلومات الواردة فيه كنا نعرفها بحكم عملنا الصحفي. وخصوصا كواليس ما كان يدور في أروقة الحكومة والرئاسة ومكتب الإرشاد، وغيرها من دوائر التحرك الشعبي وقتها.
فهذا المسلسل أعتقد هو الأول الذي تظهر فيه شخصية رئيس الدولة وهو في منصبه ويقوم بتجسيد الشخصية ممثل قدير.. كما أدى جميع من شاركوا فيه أدوار شخصيات حية بيننا ومازالت في سدة الحكم وتحتل مناصب مرموقة.. من الذين ساندوا الشعب المصري في ثورته ضد حكم عصابة الإخوان.
ومن ميزة المسلسل أنه أظهر شخصيات الإخوان بجدية، وكان يستطيع أن يسخر منهم، لكنه أراد أن يكشف المخطط الذي كانوا يسعون إليه إلى اسقاط الدولة المصرية وتحويلها إلى إحدى الإمارات التابعة للسلطان العثماني في تركيا.. ورهن مقدرات البلد بأهوائهم الشخصية.
وكنت أتمنى من المسلسل أن يعرض العلاقة بين الجماعة وإيران، وخصوصا الدعم الذي يقدم للميليشيات الإيرانية في المنطقة، وخاصة ميليشيا حماس في غزة التي لعبت ومازالت تلعب دورا ضارا بمصر وبأمنها القومي، وهي علاقة أضرت المنطقة العربية كلها وليس مصر فقط.
فالرئيس مرسى زار إيران وكان أول وآخر رئيس مصري يزور طهران، منذ انقلاب الملالي على شاه إيران، وكذلك الزيارات السرية لقادة الحرس الثوري إلى مصر بأسماء وجوازات سفر مستعارة في محاولة لنقل التجربة الإيرانية إلى مصر، ولأن التنظيم السياسي في إيران يشبه إلى حد كبير التنظيم الإداري في جماعة الإخوان.
ومسلسل الاختيار وثق بالصوت والصورة أهم اللحظات في تاريخ مصر الحديث. وبالتالي هو مسلسل سيبقى مصدرا مهما للمعلومات لكل الباحثين. حول هذه الفترة العصيبة.. وسيكون مرجعا مهما لكل من يريد أن يعرف الحقيقة. فهو مسلسل ليس من خيال الكاتب أو المؤلف، لكنه مسلسل راصد لما حدث بدقة متناهية.
فالدراما لم تعد وسيلة للتسلية أو الترفيه، ولكنها وسيلة للتوثيق وتقديم المعلومات واستشراف المستقبل. لأن من يقوم بها مجموعة من المبدعين، لذا نجد المسلسلات الناجحة تدخل قلب المشاهد فورا. ولذلك فهي سلاح مهم للتوعية بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى القضايا الجدلية والفكرية.
ودراما رمضان بعد مرور أسبوع منه أقل عنفا من دراما العام الماضي، وإن كان العنف موجودا وهو ما نتمنى أن يختفى في رمضان القادم، وأن تعود المسلسلات المصرية إلى سابق عهدها منارة لنشر الثقافة المصرية في المنطقة العربية وأن تكون بديلا عن المسلسلات التركية والكورية والمكسيكية.
الكل الآن ينتظر كيف سيعالج مسلسل الاختيار الأحداث التي شهدناها في عامي 2012 و2013 وصولا لثورة الشعب المصري في 30 يونيو، ضد عصابة حاولت سرقة مقدرات الشعب المصري الذي خرج في كل قرية ومدينة يهتف بسقوط حكم المرشد، لقد تم إنقاذ مصر من مصير مثل مصير إيران الآن.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول