نون والقلم

د. وليد عتلم يكتب: معضلة الاختيار مع الجماعة المحظورة

منذ أن عرضت مشاهده الأولى؛ وكعادته أثار مسلسل الاختيار ردود أفعال واسعة ليستكمل الزخم الوطني المصاحب للمسلسل منذ الجزء الأول منه.

صناع العمل أحسنوا اختيار عنوان الجزء الثالث تحت عنوان «القرار». وفي الحقيقة لم يكن قراراً واحداً، بل كان أكثر من قرار.

القرار الأول؛ كان مصيرياً فالجيش المصري بقيادة الرئيس السيسي آنذاك قرر ومنذ اللحظة الأولى الانحياز لإرادة جموع المصريين مهما كانت التضحيات والتهديدات.

القرار الثاني؛ كان شعبياً، فعموم المصريين منذ اليوم الأول في سنة حكم الجماعة السوداء كان قرارهم الواضح مواجهة مخطط الأخونة ورفضه.

القرار الثالث؛ كان قراراً تصحيحياً لاختياراً خاطئ. حيث جزء من المصريين وتحت الهالة الدينية من جانب وضغط الحاجة الاقتصادية من جانب آخر. كان قراراهم التصويت للجماعة المحظورة برلماناً ورئاسة. لكن ما أن انقشعت الغمامة، كان قرار الأغلبية الوطنية عزل الجماعة المحظورة ومندوبها في رئاسة الجمهورية.

معضلة مسلسل الاختيار مع الجماعة المحظورة ليس فقط أنه يفضح الأكاذيب الممنهجة منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة، لكنه يضيع عليهم مجهود 11 شهر كاملةً من الأكاذيب وتزييف الحقائق، فيأتي المسلسل للعام الثالث على التوالي ليطيح بكل هذه الأكاذيب في شهراً واحد.

الجماع المحظورة وأذنابها لم تجد في مواجهة ذلك ــــ خاصة وأن المسلسل يعرض لتسجيلات حية لقيادات الجماعة لا مجال للتشكيك بها ـــــ إلا اللجوء للإعلام الجديد ممثلاً في وسائل التواصل الاجتماعي، عبر السخرية من المسلسل عن طريق «الكوميكس» من جانب، ومحاولة استجلاب التعاطف مرة أخرى من جانب أخرى، في محاولة أظنها أخيرة لاستغلال تعاظم دور الإعلام البديل (مواقع التواصل الاجتماعي). هذه الهرولة الإخوانية والهياج الإلكتروني في وسائل التواصل الاجتماعي يعيد إشكالية ومسألة تزييف الوعي بقوة، وبشكل عكسي. وبحسب مُنظر التعليم البرازيلي باولو فريرى Paulo Freire أضحى «تضليل عقول البشر من خلال هذه الوسائل أداة للقهر يتم استغلاله من قبل بعض الجماعات في تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة».

لكن الجماعة المحظورة في ذلك تتبع سبيل العاجز الذي ليس بيده حيلة. خاصة والأمور كاشفة والمؤامرة على مقدرات الوطن كانت فاضحة. وأنا وأنت وملايين المصريين عايشنا يوماً بيوم هذه الأحداث المريرة. وكيف كانت شوارعنا ومرافقنا، وأمننا واستقرارنا.

وهذا هو القرار الرابع؛ قرارانا بالاصطفاف خلف قيادتنا الوطنية من أجل استكمال المسيرة. دون انسياق أو التفاف لترهات والهاءات «السوشيال ميديا» والدعاية السوداء للذباب الإلكتروني للجماعة وكتائبها. لابد أن نعيش حالة من «الاصطفاف الوطني» من أجل مصلحة الوطن، الوطن الذي كنا على وشك أن نفقده لولا القرار. ولنتذكر جميعاً كيف كنا ما بعد 2011، وماذا نحن الآن..

وانتهاءً؛ لن تبتلع جماعةً وطناً ولن يهزم تنظيماً شعبًا ودولة.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى