نون والقلم

طارق تهامي يكتب: تجاوزنا المحنة!

لا يمكن، لمن يعمل في السياسة والعمل العام، والتحليل والمتابعة، وقراءة التاريخ المعاصر، أن يتجاهل ما مرت به مصر من محنة شديدة عندما سقطت في أيدي تنظيم بقاؤه واستمراره كان مرتبطًا بتغيير هوية هذا الوطن الذي استطاع مواجهة مشروع التمكين. وتمكن بعده من مواجهة الإرهاب ببطولة منقطعة النظير لمؤسساته العسكرية والأمنية، وبتماسك شعبي، كان رافضًا لسيطرة جماعة على مقدرات الدولة واختطافها، والسير بها نحو مشروع غير وطني، ولا يمكن تجاهل دور السياسيين الذين واجهوا، ولا الصحفيين والإعلاميين الذين كشفوا عن تفاصيل مخطط التمكين وخطورته، فقد تعرضوا لضغوط وتهديدات حتى يهادنوا التنظيم الإرهابي، لكنهم صمدوا للنهاية، وقالوا «مصر أكبر من الجماعة».

وانتهت المحنة:

ولأن التنظيم لا يريد لهذا البلد أن يسير ويستمر، فقد ظلت لجانه الإلكترونية تعمل، لعدة سنوات وحتى اليوم، بأسماء مستعارة لنشر الفتنة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويشكك في كل إجراءات الدولة لتحقيق التنمية، وقلنا للناس، مرارًا وتكرارًا، إننا بفضل الله لم نصبح مثل سوريا وليبيا واليمن، التي تعرضت للتدمير، بسبب التنظيمات المسلحة التي اخترقت الشعوب من باب التشكيك في الدولة، وإجراءاتها، ولكن هذه الرسالة التي لم تجد رد فعل من التنظيم الإرهابي سوى السخرية، والإيحاء بأنها شماعة فشل وعدم قدرة.

مصر بعد المحنة:

نستطيع الآن، بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات على سقوط مصر في أيدي التنظيم، ومرور تسع سنوات على انتهاء المحنة والتخلص من قبضة الجماعة، أن نطلب ممن يسمع، ويتابع، ويحلل، أن يقرأ المشهد الحالي حولنا، سواء في العالم أو في المنطقة، ليتأكد أن مصر تمكنت مبكرًا من حماية الجسد من التمزق.. تعال نتابع المشهد في المنطقة والعالم لنعرف أننا بحمدالله لسنا مثل سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق!

لبنان:

قال رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان المركزي، يوم الاثنين. إن البنك لا يزال يمارس دوره الموكل إليه بموجب القانون، وإن ما يتم تداوله حول إفلاس البنك غير صحيح. ونفى حاكم مصرف لبنان ما تداولته مواقع إخبارية عربية، حول إعلان مصرف لبنان المركزي «الإفلاس».

وتناقلت وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية جملة نطق بها نائب رئيس الحكومة اللبنانية. خلال مقابلة تليفزيونية محلية، قال فيها: «الدولة مفلسة وكذلك مصرف لبنان»… (في بلدك يتم التعاطي أولًا بأول مع الوضع الاقتصادي وتطوراته العالمية، ورغم ما مررنا به من محن يستطيع البنك المركزي المصري مواجهة الإضرابات المصرفية حتى لو بلغت الفائدة على الودائع والشهادات 18%).

أفغانستان:

فرضت حركة طالبان قيودا جديدة على السكان في أفغانستان، وهذه المرة كانت القرارات تخص الرجال غير الملتحين والنساء. وقال مصدر أفغاني لـ«رويترز»، إن وزارة الآداب العامة التابعة لإدارة طالبان نظمت دوريات في مداخل جميع المكاتب الحكومية. الاثنين، للتأكد من إطلاق الموظفين لحاهم والتزامهم بالزي الرسمي.

وقالت مصادر إن ممثلين حكوميين أمروا جميع الموظفين الحكوميين بعدم حلاقة لحاهم، وارتداء لباس محلى مكون من قميص طويل وفضفاض وسروال وعمامة.. (في بلدك تحصل المرأة على حقها كاملًا في التعليم والتوظيف حتى أنها أصبحت قاضية تجلس على المنصة، وهي الحقوق التي تتراجع في بلد مزقته الحرب الأهلية ويسيطر عليه تنظيم متشدد اسمه طالبان).

ليبيا:

اندلعت مواجهات عنيفة، مساء الاثنين، بين مجموعات مسلحة داعمة لرئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، قرب مبنى إدارة «الجوازات» الواقع في شارع الصريم بقلب العاصمة الليبية طرابلس.

وقالت مصادر، إنّ الاشتباكات دارت بين ميليشيات «النواصي» وميليشيات تابعة إلى «عبد الغني الككلي الشهير بـ«غنيوة». حيث سمع دوى طلقات أسلحة خفيفة ومتوسطة.

وأكدت المصادر تدمير سيارة مصفحة خلال المواجهات بين الطرفين.. (في بلدك تجاوزنا مرحلة الحرب الأهلية بعدما كنا في طريقنا إلى ورطة حرب الشوارع. إذا ما انقسم الشعب ومؤسساته حول خطورة التنظيم والجماعة. ولكن التماسك الداخلي والوعي الشعبي أدى إلى بقاء الدولة واستمرارها).

اليمن:

من المتوقع أن يبدأ في وقت لاحق من اليوم في اليمن سريان الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة والتي يفترض أن تستمر لمدة شهرين. وجاء الإعلان عن الهدنة على لسان المبعوث الخاص للأمم المتحدة، هانز غروندبرغ، أثناء محادثات السلام (المشاورات اليمنية) التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض بإشراف مجلس التعاون الخليجي.. (في بلدك كانت هناك دولة أجنبية تساعد الجماعة على التمرد على مؤسسات الدولة مثلما يحدث في اليمن. ولكن عندما اقترب الخطر على الحدود عبر التنظيمات المسلحة التي استوطنت في ليبيا. خرجت قيادة بلدك وحددت خطًا أحمر لا يجوز تجاوزه فتوقف الإرهاب عند حده)

مصر بعد المحنة.. قوية.. عفية.. قادرة على بناء الدولة وأركانها من جديد.

tarektohamy@alwafd.org

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى