نون والقلم

احمد الملا يكتب: القبورية إشراك ووثنية.. المهندس الصرخي مبينًا

من خلال الاطلاع على سيرة النبي الأقدس محمد – صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- وسيرة الخفاء الراشدين-رض- وبما تتضمنه من سيرة الإمام علي-عليه السلام- وكونها هي السيرة الكاشفة للمنهج التوحيدي الحقيقي الذي جاءت به رسالة الإسلام السماوية ؛ نجد هناك الكثير من الأمور التي جُعلت من الدين والعقيدة وهي بالأساس لا أصل ولا واقع ولا مشروعية لها حتى على نحو الإباحة ؛ ومن بين وأبرز تلك الأمور هي بناء القبور وتشيّد المراقد وتخصيص طقوس ومراسم ومناسبات خاصة بها !!…

فهكذا أمور هي خلاف ما أمر به النبي محمد– صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى ولم يأتِ بأمر من تلقاء نفسه بل هو بأمر من الله تعالى ؛ حيث أمر النبي الإمام علي-عليه السلام- بهدم القبور وتسطيحها وعدم البناء عليها كما جاء في الحديث عن الإمام علي-عليه السلام- { بَعَـثَـنِي رَسُولُ اللهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم) فِي هَـدْمِ الْقُـبُـورِ، وَكَسْـرِ الصُّـوَرِ } وهو دعوة واضحة لعدم بناء القبور وتشيّدها لأنه خلاف الدين وخلاف التوحيد ؛ وهذا النهي كما هو معروف لا يختص بفئة دون أخرى أو بشخص دون أخر ؛ بمعنى أن النهي عن بناء القبور يشمل كل إنسان سواء كان نبي أو إمام أو رجل صالح أو عالم دين أو مكلف بسيط ؛ فليس من الشرع ولا الأخلاق ولا المنطق أن ينهى النبي- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- عن شيء ويقوم هو بخلافه وكذا الحال بالنسبة للخلفاء والأئمة-عليهم السلام أجمعين- …

ولهذا نجد أن الإمام علي-عليه السلام- ومن قبل الزهراء-عليها السلام- قد أوصوا بإخفاء قبورهم وقبلهم النبي- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- أمر بتسطيح قبره وأن لا يرفع إلا أربع أصابع ؛ وهذا يكشف لنا المنهج الحقيقي لدين الإسلام من هذه الحثيثة. ويكذب كل خرافات وبدع وتدليسات تتحدث عن بناء قبور ومشاهد ومراقد. وأضرحة وطقوس ومناسبات وغيرها تنسب للنبي أو آل البيت-عليهم السلام أجمعين – …

وقد يقول قائل ؛ أن هذا النهي وهذا الأمر الذي صدر من النبي-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- في فترة كانت فيها شواخص الإشراك والوثنية ورموز الجاهلية. يعني الأمر خاص فقط بقبور وتماثيل الجاهلية ولا تدخل قبور المسلمين في هذا أمر الهدم والتسوية. وبطبيعة الحال هذا القول هو من تسويلات المدلسة. وكذبهم لشرعنة ما يقومون به من بناء قبور وما يرافقها من طقوس. لكن هذا القول مردود ومن رده هو الإمام علي-عليه السلام- لأنه في زمن حكم الإمام علي-عليه السلام- بعث صاحب شرطة. وفي وراية أخرى بعث التابعي أبو الهياج الأسدي. وأمره بهدم القبور { عن أبي الهياج الأسدي قال : قالَ لي عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ. أَلَا أَبْعَثُكَ علَى ما بَعَثَنِي عليه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ أَنْ لا تَدَعَ تِمْثَالًا إلَّا طَمَسْتَهُ، وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إلَّا سَوَّيْتَهُ} ….

وهنا نلاحظ :-

أولًا :- إن عصر الإمام علي-عليه السلام- بعيد عن عصر النبي-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- الذي هو بطبيعة الحال بعيد عن عصر الجاهلية. فيكون مقتضى الأمر موجه نحو قبور المسلمين وليس الجاهلية فقط …

ثانيًا :- أمر الهدم والتسوية الذي صدر من الإمام علي-عليه السلام- لم يكن فيه استثناء أو تخصيص. بل كان الكلام عام وشامل …

ثالثًا :- حكم الإمام علي-عليه السلام- كان في بلاد إسلامية والدولة الإسلامية في وقته-عليه السلام- كانت قد اتسعت دائرتها ورقعتها ولم يوجد في البلاد التي يحكمها الإمام علي-عليه السلام- أي معالم جاهلية أو مقابر للجاهلية. مما يؤكد أن أمر الهدم والتسوية كان يخص قبور المسلمين …

رابعًا :- لو كانت هناك ولو نسبة بسيطة من المشروعية أو الإباحة- كما يقال- في بناء القبور لما أمر الإمام-عليه السلام- بهدمها وتسويتها. أو على أقل تقدير لصدر منه ما يبين التخصيص …

خامسًا :- أمر الإمام-عليه السلام- يكشف لنا سيرة المتشرعة من عصر النبي- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- والخلفاء الراشدين-رض- الرافضة لبناء القبور وتشيّدها. وهو ما يمثل الدين ومنهج التوحيد الحقيقي …

سادسًا :- بقرينة خارجية وصية الإمام علي-عليه السلام- بإخفاء وإعفاء قبره تؤكد عدم مشروعية بناء القبور. ويبطل كل أقاويل وتدليس وكذب المبتدعة الكذبة المدلسة. ممن يقول ببناء القبور والأضرحة والمشاهد وغيرها. وما يرافقها من طقوس ومناسبات ووو ….

وهذا ما بينه وكشفه المهندس الصرخي الحسني في بحثه الموسوم [تَأْسِيسُ العَقِيدَة…بَعْدَ تَحْطِيمِ صَنَمِيَّةِ الشِّرْكِ وَالجَهْلِ وَالخُرَافَة] وتحديدًا في النقطة العاشرة منه التي حملت عنوان [القُبُورِيَّةُ إِشْرَاكٌ وَوَثَنِيَّةٌ…التَّوْحِيدُ الجِسْمِيُّ الأُسْطُورِيُّ القُبُورِيُّ]. حيث قال :-

{{… القُـبُـورُ؛ صُوَرٌ تَمَاثِيلُ أَوْثَانٌ أصْنَامٌ…مَوْطِنٌ لِلتَّجْهِيلِ وَطُقُوسِ الخُرَافَةِ…مَظْهَـرٌ شَـاخِصٌ لِلوَثَنِيَّةِ وَالإشْرَاكِ الجَلِيِّ وَالخَفِيّ:

أـ القُـبُـورُ وَالصُـوَرُ وَالتَّـمَاثِيـلُ خُـرَافَةٌ وَوَثَـنِـيَّةٌ وَإشْـرَاكٌ. قَـد أَمَـرَ الإمَامُ عَلَيٌّ وَرَسُولُ اللهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم) بِـهَـدْمِهَا وَتَسْوِيَتِهَا وَمَحْوِهَا:

ـ قَـالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام): {بَعَـثَـنِي رَسُولُ اللهِ(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم) فِي هَـدْمِ الْقُـبُـورِ، وَكَسْـرِ الصُّـوَرِ}[الکافی(13)للكليني:ط.دار الحديث، البحار(76)، مصباح الفقاهة(1)للخوئي، مرآة العقول(22)للمجلسي، البحار(79). روضة المتقين(7)لمحمد تقي المجلسي، المحاسن(2)للبرقي،مصباح الفقيه(1و5)للهمداني، جامع أحاديث الشيعة(3)للبروجردي، وسائل الشيعة(2)للعاملي، جواهر الكلام(4)للجواهري، الوافي(20)للكاشاني، مسند الإمام الصادق(17)لعطاردي]

ـ قَـالَ(عَلَيْهِ السَّلَام): بَعَـثَنِي رَسُولُ اللَّهِ(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم) إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ {لَا تَـدَعْ صُورَةً إِلَّا مَحَـوْتَهَا وَ لَا قَـبْرًا إِلَّا سَـوَّيْتَهُ}[الكافي(6)، كشف اللثام(2)للهندي، جواهر الكلام(2)للنجفي، إحقاق الحق(31)للتستري، الفصول المهمة(2)للعاملي، الوافي(20)للكاشاني]

ـ قَالَ ‌عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلام): أَبْعَـثُـكَ عَلَى مَا بَعَـثَـنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ):{‌أَنْ ‌لَا ‌تَـدَعَ ‌تِـمْـثَـالًا ‌إِلَّا ‌طَـمَسْـتَهُ. وَلَا قَـبْـرًا مُـشْـرِفًـا إِلَّا سَـوَّيْـتَهُ، وَلَا صُـورَةً إِلَّا طَـمَسْـتَهَا}[صحيح مسلم(3)، مسند أحمد(2)، العلل(4)للدارقطني، المستدرك(1)]

ـ قَالَ(عَلَيْه السَّلَام): ‌أَبْعَـثُـكَ ‌لِمَا ‌بَعَـثَـنِي ‌لَهُ ‌رَسُولُ ‌اللهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ):{لَا تَـدَعْ قَـبْرًا [مُشْرِفًا] إِلا سَـوَّيْتَهُ، وَلا تِمْثَـالًا إِلا وَضَعْـتَهُ[طَمَسْتَهُ]}[مِسْنَد أحْمَد]

بـ ـ اتّضَحَ جَلِيًّا أنَّهُ: مِن عَـصْرِ رَسُولِ اللهِ(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام) إلَى عَـصْرِ أمِيرِ المُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام). مُرُورًا بِعَـصْرِ الخُلَفَاء(رَضِيَ اللهُ عَنْهُم). نَـتَـيَـقَّـنُ انْعِـقَادَ وَإِطْبَاقَ السُّنَّةِ وَالسِّيرَةِ وَمَنْهَجِ التَّوْحِيدِ عَلَى تَهْدِيمِ القُبُورِ وَتَسْوِيَتِهَا وَمَحْوِهَا. إِضَافَةً لِإِخْفَائِهَا وَإِعْفَائِهَا …}}

ولكل من يريد أن يطلع على تفاصيل البحث يرجى الدخول على الرابط المرفق أدناه …

https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny1/posts/304910955119555

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى