نون والقلم

عبد العزيز النحاس يكتب: ترسيخ الوعي في الجمهورية الجديدة

مجلس الشيوخ له دور هام في المجتمع بنص الدستور، ومنها دعم القيم العليا للمجتمع.. وفي اعتقادي أن هذا المجلس الذي يضم نخبة من المفكرين والمثقفين والخبراء في شتى المجالات. قادر على دعم وترسيخ المقومات الاجتماعية والثقافية وكل قيم التحضر للجمهورية الجديدة.

قبل يومين ناقش مجلس الشيوخ واحدة من أهم قضايا المجتمع وهي قضية الوعي، التي سبق وتحدث فيها أكثر من مرة الرئيس عبد الفتاح السيسي باعتبارها قضية جوهرية وهامة في تحديد مصير الشعوب وتحضرها وتقدمها، وكان الزميل النائب طارق نصير وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي وعدد من أعضاء المجلس قد تقدموا بطلب مناقشة عامة بشأن استيضاح سياسات الحكومة في قضية الوعي الوطني في نطاق عمل وزارتي الأوقاف والشباب والرياضة.

واستعرض الدكتور محمد مختار جمعة خطة وزارة الأوقاف في هذا الشأن وأهمها إصدار 250 مؤلفاً في الوعي ومواجهة أفكار التطرف والإرهاب وغيرها من القضايا المجتمعية، كما قدم الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة رؤية الوزارة في بناء جيل جديد من الشباب ينتمي للوطن ويحقق الريادة في شتى المجالات، وانتهى المجلس لإحالة الموضوع إلى لجنتي الشباب والرياضة والشئون الدينية.

الحقيقة أن قضية الوعي تحتاج إلى استراتيجية وطنية شاملة تتضافر فيها جهود عدد كبير من الوزارات. بخلاف الأوقاف والشباب والرياضة مثل وزارة التعليم والتعليم العالي والثقافة والمجلس الأعلى للإعلام. وعدد من مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني للخروج برؤية شاملة ومشروع وطني لنشر وتعميق وترسيخ الوعي في الجمهورية الجديدة، وهو أمر يحتاج إلى جهد مضاعف من مجلس الشيوخ بحيث يكون إحدى أهم أولويات المجلس.

وفي اعتقادي أن هذا المجلس الذي يترأسه أحد أهم شيوخ القضاء في مصر وهو المستشار عبدالوهاب عبدالرازق الذي أثبت كفاءة كبيرة في دور الانعقاد الأول، وأدار الجلسات بحكمة وشفافية وسعة صدر إلى حد أنه جعل المجلس كتلة برلمانية تعمل في تناغم وتوافق من أجل مصلحة الوطن، كما يضم المجلس نخبة من المفكرين والمثقفين والعلماء والخبراء في شتى المجالات قادرة على تحقيق نقلة كبيرة في قضية الوعي التي تشغلنا جميعًا، وهي قضية بحق تحتاج إلى خطة عمل تضعها اللجنة العامة للمجلس مع لجان المجلس في هذا الشأن واستدعاء الخبراء للاستماع إلى رؤاهم. بالإضافة إلى خطط عمل الوزارات والهيئات المعنية. ثم تحديد جلسات عامة لمناقشة القضية مع السادة الوزراء والمسئولين. بحيث نكون أمام قضية حوار مجتمعي تجذب انتباه عامة المصريين والخروج بمشروع وطني متكامل.

بصراحة نحن الآن في أمس الحاجة إلى الوعي وإدراك الحقائق. ليس فقط لأنها واحدة من أهم أسباب التحضر والنهضة والحداثة. وأحد عوامل نجاح الجمهورية الجديدة.. ولكن لأننا نعيش في منطقة باتت بؤرة صراع من القوى الكبرى. ومصر كانت وما زالت دولة مستهدفة من الخارج ومحاطة بحدود لدول غير مستقرة. إضافة إلى التربص من الداخل لخلايا الجماعات الإرهابية النائمة التي تتحين الفرصة لنشر الشائعات والأكاذيب المضللة بين جموع المصريين، وفوق هذا وذاك نحن في حاجة إلى تربية نشء جديد على قيم الانتماء والوعي والتحضر وقبول الآخر والسلوك الراقي، ونبذ العنف والعصبية والطائفية والعرقية وكل أشكال التطرف والإرهاب.

وكلنا يعرف أنه لولا وعي الشعب المصري في الثلاثين من يونيو لضاعت مصر وتشرد شعبها بين الاقتتال ومخيمات اللاجئين. كما هو الحال في بعض الدول الشقيقة حتى الآن، وتضرب المثل والقدوة بمصر التي تسارع الخطى في كل المشروعات التنموية وتسير نحو الحداثة والتطور والتحضر.

حمى الله مصر

نائب رئيس الوفد

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى