بصيص من الأمل يطل من نقطة الحدود البيلاروسية، حيث يجتمع وفدان من روسيا وأوكرانيا، للتفاوض على نقاط الخلاف، التي أوصلت الدولتين الجارتين إلى الحرب.
وبعيداً عن بعض أصحاب النوايا الشريرة فإن العالم كله يريد لهذه الحرب أن تنتهي، فهو يرى في إطالة عمرها امتداداً قد يشمل دولاً أخرى، ويصل إلى أبعد مما يتصوره عاقل، وما الحديث عن حرب عالمية ثالثة محسوب على المبالغة، فهذه حقيقة ولو نظرنا إلى أطراف النزاع اليوم، والاصطفاف خلف الطرفين سنجد أن العالم بقواه الكبرى مشترك في حرب أوكرانيا.
فالغرب شبه متفق على مواجهة العدوان الروسي، عبر ضخ السلاح إلى الطرف الأوكراني، ولا يقتصر ذلك السلاح على الاحتياجات الدفاعية. بل تطور وباتت الأسلحة الهجومية المتطورة، ضمن «هبات» بعض الدول الأوروبية التي ستنقل براً. وحددت عدد من الدول الغربية كميات وأنواع ما استطاعت توفيره على عجل. والبعض الآخر رصد مبالغ لشراء احتياجات أوكرانيا للصمود، وتكبيد الروس خسائر فادحة. وقد صرح قادة وممثلو الاتحاد الأوروبي بكل ذلك وكأنهم كانوا ينتظرون مثل هذه الفرصة. فرصة حشر الدب الروسي في زاوية ضيقة حتى يكون سهل الاصطياد!
السيدة وزيرة خارجية بريطانيا العظمى قالت كلاماً خطيراً، يوم الأول من أمس، وقد تاه ضمن كلام آخر، ولم يلتفت إليه كثيرون، قالت «أدعم الدعوات لتوجه الراغبين بالقتال إلى أوكرانيا، بما في ذلك البريطانيون»، وهذا يعني أن النية لدى الغرب تتجه نحو إطالة أمدها لاستنزاف روسيا، فالدول الغربية على ما يبدو استعارت أسلوب الميليشيات، والمجموعات المتفرقة من المقاتلين لمنع روسيا من الاستقرار والشعور بأمان في الأراضي، التي احتلتها أو ستحتلها لاحقاً، فإرسال المقاتلين سلاح ذو حدين استخدم في أفغانستان بعد غزو السوفييت في 1980، وغزو العراق عام 2003، وفي الحالتين انقلبت تلك المجموعات المتناثرة على الغرب، وأنتجت القاعدة وطالبان والحشد وتوابعه، وغيرت ولاءها.
ما يحدث في أوكرانيا ليس أكثر من لعب بالنار، ومخطئ كل من يعتقد أن النار لن تطاله.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية