اختاروا أن تكون حربهم عبر وكلاء معتمدين في أوكرانيا، خافوا على مواقعهم، وأوقدوا ناراً تدفئهم ولا تحرق أصابعهم.
أمريكا «تناوش» من بعيد، ولا تزال مصرّة على أن هناك نية مبيّتة لدى روسيا لاجتياح الدولة الجارة في غمضة عين، وروسيا «تقسم» بأنها «لم تتأبط شراً»، ولا ترغب في أراضي أوكرانيا، ولكنها مضطرة لمساعدة سكان الأقاليم الشرقية ذوي الأصول الروسية، وتعيد وتكرّر كل يوم بأن قواتها المتمركزة خلف الحدود المشتركة لها مهمة تختلف عن «الأكاذيب» التي يختلقها الغرب، هم متواجدون هناك للتدريب، فالجيش بحاجة إلى عملية تنشيط وإعادة تأهيل وتدريب على أسلحة جديدة، والاتحاد الأوروبي يبذل جهوداً حثيثة لوقف الكارثة التي يمكن أن تلم به وبكل أوروبا إذا قامت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وحلف «الناتو» لا يعرف ماذا يفعل، هل يرسل جيشاً إلى رومانيا وبولندا، أو يرسل سلاحاً لردع الغزو الروسي لأوكرانيا، أو يضع أسراباً من الطائرات الحديثة للتدخل إذا استدعت الحاجة؟!
روسيا تعكس أسلوب الرئيس بوتين في تعامله مع الجميع، القادة والقضايا الساخنة، ولا يهمه أحد، هو ولا أحد غيره هو، يسحب الآخرين نحو النار التي أشعلها دون رصاص أو ذريعة، ففي لقاءاته الأخيرة كسر البروتوكول مع قادة فرنسا وألمانيا ووفد رفيع المستوى من اليابان، وفي الأزمة الأوكرانية يلفت الأنظار ثم يسدل الستار، وينقل مسرح الأحداث من مكان إلى مكان، ويترك الجميع حائرين لا يعرفون ماذا يريد.
جيشه لم يتحرّك، ولم يطلق الرصاص، ولم يمس حبة تراب من الأراضي الأوكرانية، ولكن الانفصاليين في «دونيتسك» و«لوغانسك» هم الذين تحركوا. وفتحوا النار بعد أن نقلوا السكّان إلى الأراضي الروسية بعدة أيام. فهم يقاتلون نيابة عن روسيا، ووقف الغرب يتفرّج. فلا هو قادر على التدخل في صراع داخلي، ولا يملك ما يدين به روسيا. وتجمّدت عقوبات بايدن الجاهزة منذ عدة أسابيع، فالرئيس بوتين لم يرتكب ما كانوا ينتظرونه من تهوّر!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية