نون والقلم

محمد يوسف يكتب: وتوقف الإزعاج

يستحق من فكر وقرر ونفذ هذا الابتكار العظيم كل الثناء والشكر، وأن يمنح شهادة تقدير، ويسجل ضمن قائمة هذا العام. بل على رأس القائمة، التي يُكرم من خلالها المبتكرون والمخترعون ومقدمو الخدمات الجليلة للإنسانية.

لا أعرف تحديداً من صاحب الابتكار، فهو ربما يكون برنامجاً تجارياً معروضاً في الأسواق لمن يرغب، وقد يكون ملكاً لشركة متخصصة عرضته على الجهات المعنية، وتفتق ذهن أحدهم، وتذكر أن كل الناس منزعجون من مضايقات جماعات التسويق، السائبة دون قيد أو شرط أو حتى مراقبة.

ولا أعرف جهة اتخاذ القرار، ولكنني قرأت بياناً قبل فترة حول تطبيق الفكرة من شركتي الاتصالات في الدولة. ثم توضيحاً من هيئة تنظيم الاتصالات، والتي أعتقد أنها صاحبة القرار النهائي. وقيل يومها إن البرنامج الجديد سيخضع لفترة تجربة، حتى بدأت تظهر علينا أسماء الجهات المتصلة بدلاً من أرقامها.

ولا أخفي عليكم مدى سعادتي بهذه الميزة التي تساوي كل ميزات مزودي الخدمة السابقة، وقد تكون اللاحقة. وبدأت أتصيد شركات التسويق، تلك التي تختار نوعية «فضولية» من المندوبين، وتعطيهم قوائم عشوائية لأرقام الناس، ولا يترددون في الاتصال بهم في أي وقت، في بدايات النهار أو وسطه أو آخره، ويصرون على إبلاغ رسالتهم، وهي في الغالب مرتبطة بالعقارات أو الاستثمار في الأسهم والمحافظ المالية أو القروض الميسرة من البنوك، وإذا رددت أحدهم ظهر لك زميله بعد ساعة ليسمعك نفس الأسطوانة، فإذا قلت له إنك مشغول أو في اجتماع طلب منك تحديد الوقت المناسب للاتصال بك!

اليوم، وعندما يظهر الاسم، وأقرأ الصفة التجارية، ابتسم وأنا أضغط الزر الأحمر منهياً الإزعاج، وفي نفس الوقت أرد على الجهات التي تربطني بها علاقة ما، سواء كانت عيادة أو كان مصرفاً أو وزارة.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى