نون والقلم

محمد يوسف يكتب: حدود الحرية

ليس من حق الرافض للتطعيم ضد فيروس كورونا أن يفرض رأيه على الغالبية العظمى من أفراد المجتمع.

الرافضون قلة، تدفعهم أسباب متعدّدة إلى عدم التطعيم ورفض التعليمات والنداءات الحكومية، في بعض البلدان «عدم الثقة» هي السبب الأول والأهم، وخاصة من أولئك المسيّسين المنتمين إلى اليسار، كل قرار حكومي عند هؤلاء مشكوك فيه، فتحاك المؤامرات والروايات حوله كأنهم مستهدفون لاعتقادهم بأنهم يشكلون خطورة على أنظمة الحكم في تلك البلاد، وهم أقل من القلة التي يمكن أن تضعها الحكومات وأجهزتها ضمن حساباتها، مثل الذين نظموا وقفة احتجاج في باريس ضد التطعيم باللقاحات، وكان أكبر رقم وصلت إليه تلك الوقفة 200 شخص، ويريد مثل هذا العدد أن يفرض رأيه على عشرات الملايين، بينما الأفضل لفرنسا وشعبها أن تعزل هذه الأقلية التي لا تشكل رأياً عاماً أو موقفاً شعبياً.

أعتقد بأن ذلك أفضل الحلول، فالإجراءات يجب أن تعكس الواقع بعد الانفتاح وانخفاض هجمات كورونا والمتحورين من حولها. ويكون كل من لم يأخذ التطعيم في المرحلة القادمة هو الذي يجب أن تخاف منه المجتمعات. وتخصص أماكن لهؤلاء بخلاف مساكنهم، ويلبسون الأساور لتحديد وتقييد تحركاتهم. مع تزويدهم بالمكمّلات من الفيتامينات وكل ما يقوّي المناعة للحفاظ على صحتهم. وبهذا يكون خطر هذه الفئة على الآخرين قد تم احتواؤه. وفي الوقت نفسه توافرت لهم البيئة المناسبة لتجنّب إصابتهم بفيروس كورونا. لأنهم معرّضون للإصابة به بنسبة عالية، وهذا خطر قد يعرّض الناس الآمنين لالتقاط الفيروس والعودة مرة أخرى إلى تطبيق الإجراءات المقيّدة لكل المجتمع.

الفئة القليلة من الناس لها رأيها ولها أسبابها في عدم التطعيم، وهذه قناعة شخصية هم اقتنعوا بها، وهم أحرار في اتخاذ ما يرونه مناسباً لهم، أما أن تفرض هذه الفئة رأيها على الأغلبية فهذا ليس من حقها، كما يفعل سائقو الشاحنات في كندا حينما قطعوا الطرق وأوقفوا التصدير عن طريق البر، فقط لأنهم لا يريدون تعطيلهم عند نقاط الفحص على الحدود!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى