نون والقلم

محمد يوسف يكتب: «مرحبا أردوغان»

تفتَح صفحة جديدة هذه الأيام في علاقات دول المنطقة بعضها البعض، وتطوى صفحة لم تكن تفاصيلها معبرة عن رغبة هذه الدول. فالمواقف المتباينة في كثير من الأحيان تكون نتيجة تدخلات من أطراف خارجية، تنتفع من شق الصفوف. وإحداث شرخ بين دول مستهدفة، لإضعاف تأثيرها.

زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدولة الإمارات تسجل بُعداً سياسياً، قد يغيّر مؤشرات واتجاهات التوازنات في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وهي تأتي بعد مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد نحو تركيا. منذ عدة أشهر، وهي المبادرة التي أزاحت المؤثرات من تلك الأطراف الباحثة عن مصالحها على حساب مصالحنا. وهي معروفة بنواياها وأهدافها، سواء كانت سياسية أو عقائدية أو حتى فكرية. ولكن حكمة القيادتين في الإمارات وتركيا، وبعد سبع سنوات، تجاوزت كل المعوقات. وقدمت نقاط الالتقاء على نقاط الخلاف. وتبين لنا جميعاً أن التاريخ أقوى من مستجدات زمان مثل زماننا هذا، حيث تداخلت الأفكار وتضاربت.

التعاون له مردود يصب في مصلحة شعبي البلدين، هذا ما وصل إليه قادة الإمارات وتركيا، وعن قناعة، فالسلبيات رأيناها منذ الربيع العربي المغشوش، الذي جعل البعض يندفع خلفه. وجماعات مثل الإخوان، وإيران تزينه، لتستغله في نشر الفوضى، والتمكن من المنطقة العربية، هؤلاء بتحزّبهم، وأولئك بمعتقداتهم وأطماعهم، فكان تركيزهم على ضرب العلاقة، التي تربطنا بتركيا، سواء كنا هنا في الإمارات أو السعودية أو مصر والمغرب، والمكانة التي اكتسبتها تركيا نتيجة دورها التاريخي وانتمائها العقائدي. وقد نجحوا في ظل الاندفاع الناتج عن ذلك الربيع، وكان لا بد من وقفة، وقد كانت. واستطاع العقلاء تبين أي الطرق يجب أن تسلك، بعد درس الانحدار في المعاناة. ودمار الدول. وإضعاف بعضهم البعض، لصالح أصحاب الأجندات.

الرئيس التركي، وفي زيارته اليوم، سيجد قلوباً مفتوحة ترحب به، وترسم معه خريطة قائمة على المودة والإخاء. فيها تعاون غير محدود، واحترام متبادل، سينعكس بالتأكيد على الجميع.

ونختم بالقول «مرحبا أردوغان».

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى