نون والقلم

محمد يوسف يكتب: طمّاعون جشعون

لا تحتاج روسيا لأراضي أواكرانيا، ومع ذلك «تتحرّش» بها، تأخذ جزيرة القرم، ثم تنظر إلى المناطق الشرقية بحجة أن سكّانها يتحدثون اللغة الروسية.

والولايات المتحدة قارة بحد ذاتها، تجمع المحيطين من شرقها إلى غربها، الأطلسي والهادي. وخيرات الدنيا تخرج طواعية من بين حبّات ترابها، وأموال العالم تدور حول دولارها، ورغم ذلك تنظر إلى ما في يد الآخرين!

لديهم السلطة، ولديهم القوة، سواء من كان يزهو في موسكو، أو ذلك الذي يقيم في بيت الإدارة الدولية المسمى بالبيت الأبيض. ولا يكتفون، مازالوا ينادون «هل من مزيد؟». معبرين عن طبيعة بشرية متأصلة اسمها الطمع أو الجشع أو لنقل «عدم الشبع». وهذا مرض يصاب به أغلبية البشر، من عنده ومن هو في حالة عوز. الأول يريد أن يضيف إلى ما كنز، والثاني يريد أن يسدّ رمقه. فإذا ازداد الخير من حوله، سحب لقمة جاره من فمه، وأضافها إلى طاولة أكله.

انظروا إلى أثرى أثرياء العالم، زوكربيرغ وغيتس وإيلون ماسك وغيرهم، مازالوا يجمعون المليارات فوق المليارات، ويخترقون القوانين، ويتجاوزون الأخلاقيات، ويكسرون القواعد، هذا يجعل من منصة التراسل والتواصل التي يملكها مصيدة لكل الفئات من البشر، يقدم لهم التسلية، ويسرق معلوماتهم الشخصية، ويفلت من العقاب، والآخر يريد أن ينظم زيارات سياحية إلى القمر، ويلاعب العالم بعملة وهمية تكسبه ثروة فوق ثروته، وينزع ما كسبه غيره في عشرات السنين بتصريح يهزّ سوق الأسهم، فتهبط المؤشرات أو ترتفع، وهو في الحالتين يجمع مدّخرات الآخرين.

أولئك الأشخاص تأتيهم الضربات من حيث لا يدرون. واحد يخسر قرابة 30 مليار دولار في يوم. وآخر تأخذ زوجته نصف ثروته، وثالث يتهم بالارتباط بأجهزة تتنصّت على حسابات المتعاملين معه.

هو الطمع، عند السياسي وعند رجل الأعمال، وهو الجشع. عند ذلك الذي يضع العالم على شفير حرب مدمّرة، أو من يعبث بالأجيال القادمة من تجار التسلية غير المقيّدة.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى