عندما نمر بحالة مثل حالة الطفل «ريان» في المغرب.
وعندما يأتينا خبر موت صديق أو قريب جمعتنا به أيام لا تنسى في طفولتنا أو شبابنا أو كهولتنا.
وعندما نرى شعوباً تبتلى بحكام يدمرون بلادهم، ويتسببون في تهجيرهم من بيوتهم وبلداتهم، ويفرقون الأب عن ابنه والأم عن أسرتها.
وعندما يضطر الآلاف يومياً إلى عبور البحر متجهين صوب أوروبا، وهم يعلمون علم اليقين أن وصولهم سالمين ليس أكثر من حظ لبعضهم، وأن البحر سيبتلع أغلبهم.
وعندما يجوع من يرون الخيرات تحيط بهم، وقد ذاقوا منها الكثير في وقت من الأوقات. ولكن الخبثاء سرقوا قوتهم وقوت أطفالهم.
عندما يحدث كل ذلك، وهو متمثل أمامنا، نراه ولا نسمع عنه، حقيقة واقعة وليس خيالاً، نقول ما بال البشر. فالخير موجود، ورزق الله مقسوم لكل كائناته وليس لنا فقط، ولكنه الابتلاء، وأشهر ابتلاءات البشرية في هذا الزمان تلك النفوس المتعطشة للمال، المرتشون يأتون في مقدمتها، ومن خلفهم السراق، الذين لا تكفهم لقمة تسد جوعهم، بل يسرقون الأكل من أمام الضعفاء، ويتاجرون به، ومن بعده الدواء، يحرمون منه المحتاجين، ومن بعدهم يظهر تجار الموت، أولئك الذين يزرعون الأرض بنبتات قاتلة، يهربونها من دولة إلى أخرى. ويجمعون من ورائها ثروات قد تعد لكنها لا تحصى، تكنز بعيداً عن العيون، لا يريدون أن يشاركهم فيها أحد، ومع ذلك نراهم يسيرون مع الناس خلف الجنائز، ويشاركون في مجالس العزاء، إذا مات شخص من شدة العوز أو وهو يحفر الصخر بحثاً عن قوته.
عندما يحدث كل ذلك نتساءل، ونشير إلى شعوب كانت تستحق حياة أفضل. ولكنهم حرموا، لأن مجموعة من الأشخاص شكلت عصابة حاكمة أو ميليشيا مسلحة. وقررت أنها هي فقط التي تستحق أن تعيش فوق سطح الأرض.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية