نون والقلم

محمد فؤاد يكتب: ريان رمز المحبة والإنسانية

اهتزت الإنسانية وانتفضت قلوب العالم أجمع وارتفعت الأيادي متجهة بالدعاء إلى الله –عز وجل- من أجل إنقاذ الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر على عمق 32 مترا يوم الثلاثاء الماضي، بمنطقة تمروت في إقليم شفشاون شمالي المغرب، ما آثار تعاطفًا دوليًا واسعًا معه، ودشن النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجات متعاطفة مع الطفل بكل لغات العالم.

استطاع هذا الطفل الصغير الذي يبلغ من العمر خمس سنوات أن يجمع قلوب وعقول العالم أجمع ويوحدهم تحت شعار الإنسانية والحب والإخاء، التي لا تفرق بين جنس أو عرق أو لون، ليثبت أن العالم لم يخل بعد من هذا الشعار، وأن الخير باقٍ إلى يوم الدين، فعلينا أن نترك الصراعات والمكاسب الزائلة ونركز على قيم الشعور بالآخر ومؤازرته.

خرج الطفل ريان من منزله بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي ليلعب كعادته في محيط البئر الذي حفره والده من قبله لاستخدامه في الزراعة، ولكنه لم يعد كعادته، وبعد قلق والديه انتابهما شك بأنه ربما سقط في هذا البئر، الذي أتلفت الأمطار غطاءه واضطر والد الطفل لتغطيته بالأخشاب حتى انتهاء الأمطار ليشرع بعدها في ترميمه، وبعد توجه السلطات المحلية المسئولة وإدخال الكاميرات تأكدوا أن البئر قد ابتلعه.

لم تأل الجهات المغربية جهدًا لإنقاذ الطفل ريان، فوضعت الحكومة المغربية ثلاثة سيناريوهات تتمثل في توسيع البئر مع الأخذ في الاعتبار احتمال سقوط الأحجار والأتربة عليه، وقامت السلطات بالحفر الموازي للبئر للوصول إلى الطفل عبر منفذ، وإنزال رجال الإنقاذ، وهو ما جرى بالفعل لكن دون جدوى، بسبب اصطدامهم بعوائق، كما وضعت طاقمًا طبيًا على أهبة الاستعداد لتقديم الإسعافات الأولية بمجرد انتشال ريان، ووفرت مروحية إسعاف تابعة للدرك الملكي، مجهزة بكل وسائل الإنعاش والإسعاف لنقله إلى المستشفى المتخصص.

انتفضت الإنسانية في جميع بقاع العالم من أجل هذا الطفل وكأنه ابنهم جميعًا، ظلت القلوب قلقة حتى اطمأنوا على خروجه من البئر، بعد نحو خمسة أيام من سقوطه، وكأنها تذكرة للعالم بأننا جميعًا أخوة علينا الترابط والتكاتف حتى نخرج من أي أزمة أو مأزق، ربما كانت صحوة إنسانية جماعية نتمنى ألا تقف عند تلك الواقعة، وأن تظل دائمًا في نفوسنا ولنترك الحروب والصراعات والنزاعات على كل ما هو زائل.

وبعد فرحة خروجه من البئر، عم الحزن أرجاء العالم بسبب خبر وفاته، ليترحم عليه الجميع وينعونه كفرد من أسرتهم، ولعل المشهد الأبرز في تلك الواقعة أنها جمعت العالم كله تحت مظلة الإنسانية الخالصة، أظهرت قيم المحبة والسلام والوئام، التي تشفى وتنجّى وتنقذ وتحقق الأحلام.. فأفشوا الحب بينكم قبل فوات الأوان.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى