دعونا نعترف، رغم أننا في بداية الطريق، ونعيش وضعاً جديداً نحتاج إلى فترة طويلة حتى نتأقلم معه، ويصبح أسبوعاً منتظماً، ونحن منضبطون.
تلك المقدمة تعبر عن حالنا ونحن نحاول أن نتكيف مع نظام العمل الجديد والإجازات الأسبوعية، تتداخل الكلمات كما تتداخل الأيام، لا نعرف خميسنا من اثنيننا، ومع كل حالة نعد الأيام على أصابعنا، نحاول ثم نحاول أن نجعل من ترتيب مهامنا متماشياً مع برمجة عقولنا، وهذا ليس بالشيء السهل، فالحياة لها دورتها، حسب العادة التي لازمتنا بقدر ما قطعنا من الأعمار، أيام ارتبطت ببرامج، وأيام لها إنجازات، وأيام خصصت للراحة، وأيام للترفيه بزيارة الأسواق أو دخول البحر أو الذهاب إلى البر، وللتجمعات الأسرية وأوقات لقاءات الأصدقاء مواعيد أخرى لا تصلح إلا في أيام محددة ومعلومة.
واليوم ننهي شهراً مع النظام الجديد، وما زلنا نرحل أغلب مواعيدنا إلى السبت، رغم أنه كان إجازة رسمية في السابق، لكنه كان مرناً، فالأسواق والبنوك والمؤسسات والشركات الخاصة كانت تعمل، وكان معظمنا، وخاصة العاملين في الحكومة، يستغلونه لمتابعة شؤونهم الخاصة، وما عاد السبت في متناولنا، ننتبه عندما يذكرنا الآخرون بأنه أصبح أول أيام نهاية الأسبوع، وبعده نجد الأحد صامتاً، ونحن صامتون معه، وننتظر الاثنين، ويمر الثلاثاء، ثم يأتينا الأربعاء، ونجد أنفسنا نفكر في الخميس واستعداداته!!
هي عادة، والعادات تحتاج إلى فترة طويلة حتى نتحرر منها، هكذا نقول لأنفسنا، وهكذا هي دورة الحياة. فكم من العادات أصبحت في طي النسيان. ولو ذكرناها سنحتاج إلى كتب مرصوصة حتى تستوعبها، تجاوزناها لأنها لا تغير ما بداخلنا. وبعد عام أو أكثر سوف تكون إجازة السبت والأحد هي بداية الأسبوع ونهايته. والجمعة ستبقى يوماً مباركاً. كما كانت منذ أبد الأبدين. بساعات عملها المرنة والقليلة، وبصلاتها وخطبتها وروائح بخورها.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية