لم يعد المتلقي العربي سهل الوقوع تحت تأثيرات الحملات التي تديرها شبكات موجهة من أعداء. تابعين لتحزّبات عنصريّة ومتخفّين خلف أسماء وهميّة.
الوعي عند الشباب المتابع لمنصات التواصل الاجتماعي أصبح عالياً، وباتت الغالبية منه حذرة تجاه الإشاعات والأخبار مجهولة المصدر والصور والفيديوهات المركّبة من أحداث سابقة. وعندما يساورهم الشك يعودون إلى وسائل الإعلام الموثوقة، يبحثون في قوائمها عن الحقيقة، وهي الشيء الوحيد الذي يريدونه. بعد أن اعتادوا على الكذب المنظّم من قبل الجماعات التي تستهدف الجيل الجديد من المتابعين. وعلى اعتبار أنهم متحمسون وقليلو ثقافة وفهم لمجريات الأمور. يعتقدون أن تسريباتهم ضمن حملات مركّزة يمكن أن تقنعهم. ولكن التجارب وكمية الكذب التي استخدمتها شبكة الحوثيين وحزب نصر الله الخامنئي وحشد الأتباع لفيلق سليماني. ومن ورائهم الحلفاء الذين يدّعون بأنهم «إخوان المسلمين» وهم ليسوا كذلك.
كل هذه التجارب أدخلت الريبة والشك إلى عقل المتلقي العربي، ما جعل خطط أولئك المتصيّدين في المياه الآسنة التي لوّثتها نواياهم يفشلون في إيصال رسائلهم. وكانت النتيجة أنهم من يطلقون الكذبة، وهم يتناقلونها، ويصفّقون لها، ويكررون إعادة نشرها. والوسائل العميلة تساندهم. بينها قنوات تلفزيونية لم تكن في يوم من الأيام محايدة، ولن تكون، لأنها قائمة منذ البداية على أسس ينخرها سوس الخديعة والدعاية الباطلة، ولهذا غابوا بعد انكشافهم ليلة الاثنين، غطّوا وجوههم بالسواد وخرست ألسنتهم، من الميادين إلى المنار إلى المتحدث الحوثي الذي وعد ببيان لم ير النور.
وبالمناسبة، لابد أن نقف عند ردّة فعل شبابنا، وشباب أغلب البلاد العربية، أولئك الذين أثبتوا أنهم على قدر كبير من المسؤولية. وكانوا سبباً في إفشال الدعاية المضادة من الأعداء.. لهم منّا التحية والتقدير.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية