«أصحاب ولا أعز» هو النسخة العربية من الفيلم الإيطالي المعروف بعنوان The perfect strangers، ومنذ لحظة عرضه على المنصة العالمية، انقسم المشاهدون وغير المشاهدون بين مُعجب ومُستنكر. هذا الفيلم يعبر عنا؟ أم لا يشبهنا؟
هذا الجدل الكبير على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الذي تبع الفيلم أثار عدة قضايا كانت ولا زالت وأعتقد ستظل تشغل وجدان المجتمع. أولى هذه القضايا تتعلق بحرية الإبداع والاتساق مع السياق العام لمنظومة القيم والمبادئ المجتمعية خاصة في المجتمعات الشرقية كالمجتمع المصري. خاصة بعد أن أصبحت المنصات العالمية عابرة للحدود. أصبحنا معرضون لمشاهدة كل شيء وأي شيء حتى لو بعيد عن أخلاقنا ومبادئنا. ليبقي السؤال هل هذا الاختراق القيمي يتطلب الحماية؟؟.
الإجابة في رأيي: هي نعم؛ فلا يمكن أن تلقي طفلك في حوض السباحة دون تدريب وتنتظر منه إنقاذ نفسه بالسباحة، هكذا هي المنصات الإلكترونية الجديدة وهكذا هي «السوشيال ميديا». ويجب أن نعترف أننا جميعاً نفتقد لثقافة الاستخدام لتلك المنصات والأدوات حتى على مستوى الكبار وإن كان التمييز والحدود واضحة بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول، وبين اللائق وغير اللائق.
لذلك فالتوازن مطلوب ولابد من اتساق حرية الفكر والإبداع مع السياق القيمي العام للمجتمع. بل على العكس مطلوب ما هو أكثر من ذلك مطلوب أن يكون الفن مرآة عاكسة لقضايا المجتمع. وأن يكون قناة للتنوير وتحسين السلوك، وبث القيم والأخلاق.
القضية الثانية هي في الجانب الأخر من الموضوع وتتعلق بحق النقد والاعتراض، وهي ثقافة أيضاً نفتقدها. هناك فرق كبير بين النقد والهجوم، بين حق النقد والتجاوز والتطاول. من حقك الجميع الاتفاق أو الاعتراض والرفض لأي عمل لكن دون التعرض بالتطاول لشخوص أبطاله. هنا التوازن المفقود بين الطرفين
وفي النهاية أنت «ريموت كنترول» نفسك سواء كانت المنصة سابقة الدفع أم متاحة مجاناً أنت ميزان نفسك وأنت ضميرها.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية