نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: كورونا والانفتاح المجتمعي

حالة من الجدل حول التطور الجديد لفيروس كورونا.. هذه الحالة تدور حول العودة إلى الإغلاق أم الاستمرار في الحياة بطبيعتها، مع اتخاذ المواطنين الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة.. وهل الانتشار الحالي مرتبط بموجة البرد في النصف الشمالي من الكرة الأرضية أم حالة عامة في العالم؟

ويوجد أغلبية في دول العالم تري أن الإغلاق وفرض حظر التجوال الليلي والعودة للعمل من المنازل، ووقف الدراسة بالمدارس وإغلاق الملاهي والملاعب أضراره أكثر من فوائده، خاصة أن كل الدول التي اتجهت إلى الإغلاق مازال كورونا منتشرا بها بصورة أكبر وأوسع من الدول التي تركت الحياة على طبيعتها.

وهذا الاتجاه هو الغالب الآن في العالم، وظهر ذلك في حديث رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون إلى مجلس العموم، الذي أكد أنه لا توجد نيه للإغلاق بسبب كورونا، وكل ما طالب به مواطنيه تلقي اللقاح، وأغلب دول أوروبا مع هذه الفكرة التي كانت طرحتها دول مثل بلجيكا والسويد في البداية تحت مسمي «مناعة القطيع»، أي أن تحدث مناعة جماعية للمواطنين ضد المرض حتى وإن عاد تكون أثاره خفيفة.

والاقتصاديون يرون أن الإغلاق أضراره أكبر على الاقتصاد القومي. لأنه سيؤدي إلى تعطل إن لم يكن تأخر مشاريع كبرى تتم في الدول التي سارعت إلى تعويض عامين من الخسائر. ويري الاقتصاديون أن الانفتاح وعودة الأنشطة الاقتصادية أمر ضروري لإنقاذ الاقتصاد المحلي للدول وبالتالي اقتصاد العالم.

وأصحاب نظرية الانفتاح ورافضو الإغلاق يضربون أمثلة بحالة الارتفاع المستمر للأسعار لمختلف السلع في العام. بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج ومصاريف النقل والتأمين وغيرها من خدمات.. وبالتالي فقضية الإغلاق أضرارها الاقتصادية أكثر على مستوي الدول.

والإغلاق أدي إلى خسائر على مستوي الأفراد وتوقف نشاطهم المعتاد، وأدت القيود المفروضة على السفر وعلى التنقل والاجتماع إلى خسائر على مستوي الدخل الفردي للعاملين في هذه المجالات، لذا بادرت عدة منظمات نقابية مهمة في البلدان التي مازالت تغلق أبوابها أمام حركة الطيران إلى مطالبة الحكومات بالتخلي عن الإغلاق، لأن العمال أصبحوا في حالة لا يرثي لها بعد التخلي عن آلاف منهم، بسبب عدم وجود عمل فعلي لهم.

أما أصحاب نظرية الإغلاق فأعتقد أنهم في موقف ضعيف. لأن الدول المنغلقة حتى الآن ظهرت فيها المتحورات الجديدة لكورونا أسرع من لدول المنفتحة. واعتقد أن قاداتها يسيرون بالمثل المصري القائل «الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح».

التصدي لكورونا يحتاج إلى أمور مهمة الأول أن تتكاتف الإرادة الشعبية مع الإرادة السياسية، من خلال توجه الناس للحصول على اللقاحات والالتزام بارتداء الكمامة التي تخلي عنها الناس في الشوارع والمواصلات العامة، وغابت الرقابة على ارتدائها،  والأمر الثاني تطبيق الإجراءات الاحترازية بحزم حتى في الشهور القليلة القادمة من الشتاء، ففي الوقت الذي تبذل فيه الدول جهودا لتوفير لقاح كورونا نجد هناك من الأطباء من يشكك في جدوي اللقاح، ما يفقد ثقة الناس فيه وهي أمور يجب أن تقف ويجب أن يكون الأطباء داعمين وداعين الناس لتلقي العلاج، والأمر المهم أن يكون هناك رغبة لدي الشخص في الحصول على اللقاح، فهذا سوف يساعد على تقليل نسب الإصابة بهذا الفيروس الغريب.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى