كالمعتاد ومع بدء إجراءات الملء الثالث تبدأ إثيوبيا حملة إعلامية مكثفة تشتمل علي كل أنواع الأكاذيب التي تملأ بها وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات وقد خرج علينا السفاح آبي أحمد قاتل شعبه بخطاب توجه به إلى مصر والسودان يدعوهم إلى التعاون والسلام وجني خيرات سد الموت الإثيوبي معا ويتناسى أنه يبني هذا السد دون أدني قدر من التعاون والتنسيق بينه وبين مصر والسودان وأن مصر كانت و لازالت تطلب اتفاقا مكتوبا ملزما للدول الثلاث وتنسيقا بينهم منذ بدأت المفاوضات العبثية التي لم تثمر عن أي نوع من التعاون أو التنسيق بين الدول الثلاث بسبب التعنت الإثيوبي البغيض الكاره للسلام .
العجيب أن آبي أحمد يدعي أن سد الموت الإثيوبي هو في صالح مصر والسودان والقرن الأفريقي كله وينسي أن وزرائه و مسئوليه تحدثوا عن بيع المياه كسلعة وأن سعة السد ليست لتوليد الطاقة بل هي لحجز مياه النهر كما أنهم ألقوا كل المعاهدات و الاتفاقيات خلف ظهورهم و رفضوا الاعتراف بها رغم أن إثيوبيا كانت دولة مستقلة عندما وقعت هذه المعاهدات وحصلت علي الثمن أيضا وهي تعلم علم اليقين أن إقليم بني شنقول هو جزء من السودان تم ضمه لإثيوبيا مقابل عدم بناءها السدود على مجري نهر النيل فكيف ستتعاون مع مصر وليس هناك حد أدني من الثقة في هذا النظام الحاكم لإثيوبيا الذي يكذب دائما ولا يحترم تعهداته الدولية ويسعي دائما للتوسع و إثارة الحروب بين الدول بعضها البعض بل و بين أقاليم دولته نفسها .
لقد مرت أكثر من عشر سنوات كانت مفاوضات لا طائل منها مليئة بالأكاذيب والخداع و استطاعت إثيوبيا خلالها بناء السد والملء الأول والثاني وحجزت أكثر من ثمانية مليارات من المياه خلف السد ولو تم الملء الثالث فسيصل حجم المياه خلف السد إلى رقم لن تستطيع مصر بعدها القيام بأي شيء سوي إطاعة الأوامر وتنفيذ كل ما تطلبه إثيوبيا تلك الدولة العدوانية التي تكره مصر وتحقد عليها ولن يمنع أحدا إثيوبيا من منع المياه عن مصر وقد علمنا ورأينا موقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن اللذان لا قيمة لهما في حل هذا الصراع ولم يكن لهما أي قيمة أو قرار و بالطبع الإتحاد الأفريقي لا حول له ولا قوة بل كان أداة في يد إثيوبيا يفعل بها ما يشاء.
ولعل ما زاد الأحباش تبجحا الدعم العسكري الصيني التركي الإماراتي لنظام السفاح آبي أحمد ضد جبهة تحرير التيجراي. مما جعله يعود ويتفرغ للعمل في السد مرة أخري بعد كان على وشك السقوط. وكانت عاصمته محاصرة وأسري جيشه بالآلاف في شوارع إقليم تيغراي. وليبدأ مرحلة جديدة من الأكاذيب والمراوغات يستهلك بها الوقت حتى يكتمل الملء الثالث الحاسم والذي لن يحتاج بعدها لتلك المراوغات ولا لدعوات السلام والتعاون المزعومة التي أطلقها اليوم.
على القيادة السياسية وجيش مصر العظيم أن يعلموا أننا جميعا خلفهم. وأن وقت الحسم قد اقترب للتخلص من هذا الكابوس الذي يهدد وجود مصر. والذي أغري العدو والشقيق على التعاون معهم ضد مصر. وكلنا نعلم أن أكاذيب السفاح آبي أحمد لن تخدعنا ولن نصدقها. ولابد من الإمساك بزمام الأمور ووضع إثيوبيا موضع الدفاع ووقف العمل بهذا السد الذي لم يتوقف. ولو ليوم واحد طوال السنوات الماضية وحان الوقت لكي يعلم العدو الإثيوبي. ومن خلفه أن مصر عصية على السقوط وأنها أبدا لن تخضع للحكم الحبشي والصهيوني.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية