نون والقلم

مصطفى عبد العزيز يكتب: الإنسان وقانون الغاب

عزيزي القارئ، هل تعرف أن «عالم الحيوان» ملئ بالأسرار؟.. وهل تعرف أن «الثعبان» إذا اختلف مع «ثعبان» واعتذر أحدهما للآخر عن طريق حركات معينة يطلق عليها «رقصة الاستسلام».. ينتهي الخوف بينهما ويسامح كل منهما الآخر.

واليوم تذكرت هذا المشهد.. وقررت الكتابة عن «الثعبان» في عالم الحيوان.. حدث هذا لأني سئمت الكتابة عن «عالم الإنسان» فأفكاره وأهدافه دائماً الوصول على جثة شقيقه الإنسان!

نعم سئمت أزماته وحربه ودماؤه، سئمت أقوياءه الذين يذلون ضعفاءه، سئمت كباره الذين يقتلون صغاره، سئمت حقده وكرهه وغله، سئمت الكتابة حقاً عن عالم الإنسان وهو يسعى دوماً.. ليدمر شقيقه الإنسان.

ولذلك قررت الكتابة عن عالم الحيوان، وليغضب الإنسان، وأعرف منذ البداية أنه عالم غريب وعجيب ولكن عالم الإنسان أصبح أكثر غرابة وعجباً.

ففي عالم الحيوان ومنها «الثعبان».. لم نسمع عن ثعبان سرق ثعباناً.. ولم نسمع عن حيوان نصب على حيوان، ولم نجد ثعباناً سلب أرض ثعبان أو هتك عرضه أو قتل والده، ولم نر أبداً ثعباناً اتفق مع ثعبان ضد ثعبان!

وما زال حديثي اليوم عن الثعبان الذي لن يقتل شقيقه الثعبان لو أعلن ضعفه ورقص أمامه رقصة الاستسلام، أما الإنسان فلأتفه الأسباب يقتل شقيقه الإنسان ولا ترضيه كلمة سلام، ولا حتى رقصة الاستسلام ويصر على تدمير شقيقه الإنسان!

ولست أدرى متى يتعلم الإنسان أن يرحم شقيقه الإنسان، ولست أدرى متى يفهم الإنسان ضعف الإنسان، ولست أدرى متى يعرف الإنسان أنه مجرد إنسان؟ ولست أدرى متى يصبح الإنسان بحق إنساناً، ولست أدرى متى يستوعب الإنسان كرم الحيوان؟.. أقصد الثعبان مع شقيقه الثعبان بعد أن يرقص أمامه رقصة الاستسلام.

عزيزي القارئ.. هذا المقال سبق نشره في كتابي «لمصر والحرية» وأعدت نشره اليوم لأضيف أن الثعبان سيبقى ثعباناً.. وأبداً لن يرقص الإنسان رقصة الاستسلام.

 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى