عندما تصّوّب فئة بعينها مدافعها الرشاشة؛ لتلقم شخصًا بوابل من الرصاص، استباقًا لحكم الله، يجب أن نعي أننا أمام ظاهرة خطيرة تستفحل في المجتمع، ولا نقف عند جزئية الإدراك والمعرفة كثيرًا، خاصة أن البعض منهم يحمل شهادات جامعية، ومع ذلك الجهل ونشر الفكر الداعشي حاضر بقوة.. الواقع أنهم تعرضوا لاختراق كبير، تسبب في حدوث فجوة، ملأت بأفكار طائفية من شأنها تقسيم المجتمع إلى فصائل، منها الصالح التابع للفكر الإصلاحي التنظيمي وفق رؤيتهم الباطلة، وآخر عليه من الله ما يستحق، فهو خارج من الدين لا محالة ويتبع طريق الهلاك.
رغم الجهود الكبيرة المضنية في نشر الوعي، إلا أن الأمواج الهادرة اجتذبت البعض، وأصبح يساق كيفما يشاء محركو المشهد حينما وجدوا، وهنا يجب أن يتساءل من يلقم من يكون أمره بيد الله، بألسنة حداد، هل تناسى أن من يحاسب موجود، وكلنا آتيه لا محالة، ما أود قوله إننا نغوص في بركة من الوحل، دون أن ندري، نتسابق الأحداث ونصبنا أنفسنا أوصياء، أدخلنا الجنة من اتبع الهوى، وذهبنا إلى الجحيم بما يخالف الفكر، الكون يا سادة لا يحكمه اعتقاد أو منهج تنظيمي مفخخ، بل هناك حساب وآخرة، والحكم هو الله.. الله فقط.
إن محاولة نشر الأفكار العقيمة المفسدة للمجتمع، تحتاج لوقفة عاجلة، يجب حشد جميع الطاقات المسئولة عن التنوير، لخلخلة التحجر الذي استفحل داخل العقول، وقبل ذلك أريد أن أسأل سؤالًا، لماذا أصبحنا بتلك الوحشية؟ ما الذي حدث داخل مكونات الشعب المصري الأصيل؟، هل ما يحدث يمت للدين بصلة؟ هل أمرنا الدين بالشماتة في الموت والمرض حتى مع ألد أعدائنا؟ هل ما حدث خلال الأيام الماضية يرتبط بثأر قديم أو تضييق على الفكر التنظيمي؟ هل هناك من يتحين الفرصة للقصاص مع من يخالفه الرأي؟
ما رأيته خطير جدًّا، ويبرهن أن وراء الأكمة ما ورائها، أعلم أن اقتلاع الأفكار الخاطئة عملية جراحية خطيرة، ولكن تمهيد الطريق قبلها هو الحل، بغية عدم الخوض في حساب البعض والعبث أكثر من ذلك، فكلنا لا نملك من أمرنا شيء، العودة قبل فوات الأوان هي الحل.. الرجوع هو سيد الموقف قبل أن نتحول إلى جوقة من المنظرين ونتعدى على رحمة الله بعباده.. عودوا قبل أن يصبح الرجوع مستحيلًا.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية