نون والقلم

فريهان طايع تكتب: الطلاق الغيابي

ما حدث في حق الإعلامية اللبنانية فظيع جدا، نبرة صوتها الحزين وملامحها التي تخفي الوجع. وخيبة الظن كافية لتصف حجم صدمتها في من كانت تظنه زوجها لسنوات.

لتصدم في واقع مغاير تماما حطم كل أحلامها وآمالها وإضافة إلى صدمتها من كل اتهامات طليقها الباطلة. وصل به الحد إلى القول «هي جابت إيه غير شنطة هدومها على حسب تصريحاتها».

لأن هذا كلام الرجال الذين يخافون الله يصل بهم الحد إلى القول «أنا جبتلها وعملتلها وطلباتها الغير متناهية».

طلبات إيه يا أبو طلبات؟

تعيش منذ فترة طويلة في شقة إيجار هذا لوحده كافي أن يصف أنها غير مادية.

لو كانت مادية لما رضيت بهذا الوضع، لو كانت مادية لما قبلت أن تعيش حياة بسيطة مع رجل يكبرها بكثير .

هو ليس الوحيد هناك الكثيرين منهم تجد سجله في الزواج غير متناهي وأبناء مشردين في اليمين والشمال. وهو يتزوج ويطلق ويتزوج ويطلق أو تطلقه هي عندما تكتشف حقيقته المرة وأي امرأة تعجبه يتزوج بها ثم يغدرها بهذا السيف.

ثم يضعها أمام الأمر الواقع، بعدما أغراها بكلمات الأشعار الغير متناهية.

هذا الصنف لا يخافون الله ولا يملكون مقومات الشهامة، حيث يعيشون بدون أخلاق ويموتون بدون كرامة ولا أفعال خير ونبل تشفع لهم يوم القيامة.

كانت تتألم من كلمة هي جابت إيه غير شنطة هدومها. لكن الناس في هذه لحظة احتقروا هذا الرجل الذي وصل به الحد إلى اعتبار نفسه سيد الأسياد. وهو يعيش في شقة إيجار مع أن هذا الشيء لا يعيب لكنه يعيبه عندما يتحدث عن أرقام. ويفضح زوجته بما وفره لها من أساسيات فإن هذا الشيء مخزي.

بعض الرجال يتحايلون لكي لا يعطون لطليقاتهن حقوقهن التي أوصى بها الله في القرآن لكي تضمن هذه المرأة حقوقها.

أوجعني ما قالته بكونه طلقها ولم يعطيها حقوقها وأنه رماها في الشارع بدون حتى إحساس وشفقة لا بيت ولا دخل ولا أي شيء.. ونعمة الرجولة كانت.

ليست كل النساء محظوظات البعض منهن تملك مال فتسطيع أن تطلق زوجها وتتركه عندما تكتشف غدره وبكونه لا يملك أخلاق.

لكن ماذا في حالتها هي؟؟ وهي غريبة في بلد ليس بلدها، أليس من المفترض أن يعتبرها ابنته وزوجته وأمه ويفكر فيها قبل أن يفكر في نفسه ويفكر في مصيرها وهو من ورطها بالزواج به.

الطلاق الغيابي أصبح كارثة تحدث في المجتمع المصري منذ أشهر كنت قد كتبت موضوع عن طلاق إحدى السيدات غيابي من زوجها الذي يعتبر نفسه محترم وفي كل مناسبة يتحدث عن العادات والتقاليد. لكن سمحت له أخلاقه أن يطعن زوجته ويتردد إلى بيتها وهو قد أنهاها من حياته وارتبط بغيرها وخدعها بكل الطرق وقتل ابنها، ابنها الذي مات في بطنها ضحية جريمته وهي الطلاق الغيابي رغم أنه يتنكر وكأنه شخص لا يوجد في مثاليته ويرسم في صورة بعيدة كل البعد عن حقيقته البشعة وفي كل مرة يشترى حلقات في التلفاز ومن ثم يتحايل كي لا يدفع ثمنها وينتحل صفات ليست فيه رغم أن الشخص الناجح ليس بحاجة لشراء حلقات لأن هذا الشخص غالبا ما يعاني من مرض جنون العظمة وحب الظهور لأنه يعاني من عقدة نقص عظيمة. لكن أخلاقه سمحت له في النهاية بارتكاب عدة جرائم فظيعة ولا متناهية في حق العديد من الضحايا نساءا ورجالا وعائلات.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية  

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى