«إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً»، هكذا علمنا رسول الله – (صلى الله عليه وسلم)- بأن نقدم المودة والرحمة في التعامل مع إخوتنا الأقباط، وعلينا أن ننفذ وصيته، ونشاركهم أعيادهم، ونقدم لهم خالص التهاني المزينة بالمحبة والبسمة والورد، بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
لا تنساقوا إلى دعاة الفتنة ودعواتهم بتحريم تهنئة الأقباط سعياً منهم لنشر الكراهية والحقد، وتفريق الصفوف بين الشعب المصري المتحد، فافتحوا قلوبكم لإخوانكم المسيحيين وشاركوهم فرحتهم وأعيادهم وأحزانهم، وكونوا لهم عوناً وسنداً ودعماً حتى نصبح جميعاً على قلب رجل واحد يدافع عن مصلحة الوطن ويعمل على رفعته ونهضته وتقدمه.
إن الأقباط عبر التاريخ، ظلوا داعمين لبلادهم، شركائنا في الوطنية، يناصروننا ويشاركوننا في أفراحنا وأعيادنا، ويتقاسمون معنا أحزاننا، ويقفون معنا في معاركنا وثوراتنا ضد أعداء الوطن، وقد سطر التاريخ بطولاتهم وتضحياتهم في لحظات حاسمة حفرت في وجدان المصريين من أجل الدفاع عن مبادئ واحدة وقيمة واحدة هي حرية الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.
ولنا في ثورة 1919 عبرة، حيث شاهدنا حدثاً تاريخياً فريداً من نوعه حينذاك فوقف القمص سرجيوس يخطب في الأزهر بصفته خطيب الثورة، والشيخ القاياتي يخطب فى الكنيسة بصفته خطيب الثورة، وانخرط المصريون مسلمين وأقباطاً في بوتقة واحدة تنصهر من أجل الدفاع عن أرص الوطن وتحريره من المستعمر، وسقط شهداء جمعهم الإيمان بالاستقلال التام أو الموت الزؤام، واختلطت دماؤهم دون التفرقة بين مسلمين وأقباط.
وقد رسخ زعيم الوفد سعد باشا زغلول منذ ثورة 1919 مبدأ المواطنة الذي تأسس عليه الدستور، وجعل المصريين جميعاً أمة واحدة تدافع عن الوطن دون تفريق بين مسلم ومسيحي، وأكد أنهم شركاء في الوطن، ورفع شعار «الدين لله والوطن للجميع»، و«يحيا الهلال مع الصليب»، وعند تأسيس حزب الوفد جعل شعاره الهلال الذي يحتضن الصليب، وبقى هذا الشعار شامخاً على مدار ما يزيد على مائة عام في حزب الوفد، ويسير عليه أعضاؤه، في دلالة واضحة على تلاحم الشعب المصري وترابطه.
وفي النهاية، أتقدم بخالص التهاني والمودة والحب من كل قلبي لإخواني الأقباط ولكل المصريين بمناسبة حلول ذكرى ميلاد رئيس السلام المسيح له المجد «عيد الميلاد المجيد» أعاده الله علينا جميعاً بالخير والبركات، وعلى مصرنا الحبيبة بالسلام والوئام والحب، ويبقى المصريين جميعاً أبناء وطن واحد لا يمكن أن تفرقهم أي عنصرية أو محاولات للتطرف والفتنة.. عاش المسيحيون آمنين سالمين مطمئنين في أحضان إخوانهم المسلمين، يجمعهم حب الوطن، وتشملهم رعاية الله ومبادئ الإنسانية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية