يعد منتدى التعاون الصيني الإفريقي منصة هامة للحوار الجماعي وآلية فعالة للتعاون العملي بين الصين وإفريقيا. منذ وقت قريب، عُقد الدور الثامن للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) بنجاح، وحضره الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وألقيا كلمتين عبر الفيديو، مما أظهر بشكل كامل الأهمية الكبيرة التي توليها الصين ومصر للعلاقات الصينية الإفريقية.
في ظل تفشي وباء القرن والتغييرات التي حدثت خلال قرن من الزمان، تغلب الجانبان الصيني والإفريقي معا على الصعوبات، وسعيا معا إلى تنمية مشتركة، وتوصلا إلى توافق واسع وهام.
سيعمل الجانبان الصيني والإفريقي على تعزيز توريث روح الصداقة والتعاون. يصادف هذا العام الذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإفريقيا. فما الذي يجعل العلاقات الصينية الإفريقية جيدة؟ وما الذي يجعل الصداقة الصينية الإفريقية عميقة؟ المفتاح هو أن الجانبين الصيني والإفريقي خلقا روح التعاون الودي الصيني الإفريقي التي تثبت مع مرور الزمان وتتمثل في المودة الخالصة والمعاملة المتساوية والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة والتمسك بالإنصاف والدفاع عن العدالة والتماشي مع العصر والانفتاح والشمول.
بغض النظر عن تغير الوضع الدولي، وبغض النظر عن الصعوبات والعقبات، فإن الجانبين الصيني والإفريقي عازمان على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتعميق التعاون العملي بثبات، والسماح لـ «روح التعاون الودي بين الصين وإفريقيا» بالمضي قدمًا وتوارثها من جيل إلى جيل.
سيعمل الجانبان الصيني والإفريقي على مواصلة التضامن لمكافحة الوباء. منذ تفشي الجائحة، أخذ الجانبان الصيني والإفريقي في مساعدة بعضهما البعض والتغلب على الصعوبات معا. خلال أصعب فترة في محاربة الصين ضد الوباء قدمت الدول الإفريقية دعمًا ثمينًا لها.
وعند تفشي الوباء في إفريقيا بادرت الصين بإرسال فرقًا من الخبراء الطبيين فرقًا طبية لمُدد قصيرة لمكافحة الوباء إلى 17 دولة إفريقية، وأنشأت آلية تعاون مع 45 مستشفى في 40 دولة إفريقية، وقدمت أكثر من 180 مليون جرعة من لقاح كوفيد-19 إلى 53 دولة إفريقية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وحققت «تغطية كاملة» للأعضاء الإفريقية في المنتدى ومساعدتهم في مواد مكافحة الوباء.
من أجل تحقيق هدف الاتحاد الإفريقي المتمثل في تطعيم 60٪ من سكان إفريقيا بحلول عام 2022، ستزود الصين إفريقيا بمليار جرعة أخرى من اللقاحات، مما يجعل إفريقيا أكثر ثقة وتتمتع بحافز يمكنها من هزيمة الوباء في النهاية.
سيعمل الجانبان الصيني والإفريقي على السعي المشترك نحو التنمية والتعاون. بتسليط الضوء على الاحتياجات الإنمائية الأكثر إلحاحًا للبلدان الإفريقية، ستعمل الصين وإفريقيا معًا على تنفيذ «البرامج التسعة» لتعزيز التحول والارتقاء بالتعاون الصيني الإفريقي في مجالات مثل الصحة، وتحسين معيشة الشعب، والتنمية الخضراء، والاقتصاد الرقمي، وبناء القدرات.
ستسعى الصين جاهدة نحو استيراد منتجات بقيمة 300 مليار دولار أمريكي من إفريقيا، وتشجيع الشركات الصينية على استثمار ما لا يقل عن 10 مليارات دولار أمريكي في إفريقيا خلال السنوات الثلاث القادمة، وستعمل مع البلدان الإفريقية لتوسيع التعاون في مجال «طريق الحرير الرقمي»؛ ودعم بناء «سور إفريقيا الأخضر العظيم»؛ وتشجيع الشركات الصينية في إفريقيا على توفير فرص عمل محلية بما لا يقل عن 800 ألف وظيفة للمساعدة في الانتعاش الاقتصادي والتنمية المستدامة لإفريقيا بعد الوباء.
سيعمل الجانبان الصيني والإفريقي على التكاتف لممارسة التعددية الحقيقية. تعد كلا من الصين وإفريقيا قوتان مهمتان في الحفاظ على السلام والتنمية في العالم. سيواصل الجانبان دعم بعضهما البعض بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لبعضهما البعض. والعمل معًا من أجل الحفاظ على النظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة. وكذلك النظام الدولي القائم على القانون الدولي، وتعزيز تمثيل البلدان النامية وحقها في الإدلاء بالكلمة في الشؤون الدولية. ومعارضة بحزم أي عقوبات أحادية ، والتدخل في الشؤون الداخلية. والتمييز العنصري، وتعزيز القيم المشتركة للبشرية المتمثل في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية. وتقديم إسهامات أكبر للدفاع عن العدل والعدالة في العالم.
لقد ظلت الصين وإفريقيا تتبادلان الود على مر العصور، ويعد الجانبان صديقان وأخوان جيدان وشريكان جيدان يتقاسمان مصير مشترك. إنني على يقين أنه في ظل القيادة الاستراتيجية الصينية الإفريقية للرئيس شي جين بينغ. والرئيس عبد الفتاح السيسي وغيرهما من الزعماء الصيني والأفارقة،. ستعمل الصين وإفريقيا على تعزيز الوحدة والصداقة. وتعميق التعاون العملي، والوصول بالتعاون والفوز المشترك إلى آفاق أرحب. وتحقيق التنمية المشتركة، وجعل ثمار التعاون بين الجانبين الصيني والإفريقي يعود على شعوبها. والسعي يدا بيد نحو بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني الإفريقي في العصر الجديد.
القنصل العام الصيني بالإسكندرية
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية