لا نعرف مدى حقيقة ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء من معلومات حول صفقة طائرات «إف 35» الأمريكية لدولة الإمارات، فهي قد تكون صحيحة، وقد لا تكون، ولكننا لا نستطيع أن نؤكدها أو نكتب عنها وكأنها أصبحت حقيقة، فالخبر لا يذكر اسماً ولا صفة للمسؤول الوهمي الذي استندت إليه في معلوماتها، ذلك من جانب التشكيك في الخبر، ولكن من جانب آخر نعرف أن جهات مسؤولة لدينا تحب وسائل الإعلام الأجنبية، وتسرب لها كثيراً من الأخبار بعيداً عن إعلامنا ووسائله الموثوقة، وهذا يجعلنا نعتقد بأنه قد يكون صحيحاً.
وحتى لا نذهب بعيداً نعود إلى الخبر الذي نعلم علم اليقين بأنه سيحدث ردات فعل. وستنتج عنه تداعيات سنرى نتائجها قريباً. فالوكالة العالمية ذات المصداقية العالية تقول إن دولة الإمارات طلبت تجميد صفقة طائرات «إف 35» الأمريكية. وبوضوح أكثر سحبت الدولة طلبها لشراء ذلك النوع من الطائرات.
وهذا يجعلنا نعود إلى الخلف قليلاً، وبالتحديد إلى يوم 28 نوفمبر الماضي، وهو اليوم الثاني للتوقيع الرسمي على صفقة طائرات «رافال» الفرنسية، حيث قلنا إن إتمام تلك الصفقة سيجعل الصفقة «التائهة» في دهاليز واشنطن خاضعة للتغيير، فقد طال تفكير بايدن و«تمطيط» مراحل اتخاذ القرار من المشرعين في الكونجرس، فإذا انتهوا من كل ذلك سيكون لكل حادث حديث، ويبدو أن الحديث قد بدأ فعلاً، سواء كانت معلومات «رويترز» دقيقة أو كان خبرها يستند إلى استنتاجات متوقعة.
إنها الخيارات المتاحة عالمياً، ومصداقية الحليف الاستراتيجي، هي التي تحكم الأمور، وهي التي تجعل من المقارنات بديلاً للتفضيل. وهذه إجابة، ولن نقول درساً، إجابة على مواقف تخالف ما يفترض أن يكون بين الحلفاء، وكما قلت لكم، وأقول لكم مجدداً، إن كانت معلومات «رويترز» صحيحة أو «عارية» عن الصحة، فإن صفقة «إف 35» كانت تشغل بالنا، وقد ينقلب الوضع وتشغل بال الأمريكان في الفترة القادمة نتيجة المواقف الضبابية!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية