نون والقلم

محمد يوسف يكتب: العلم يكشف العلماء

علماء ومنظمات متخصصة، ومستشارون مسؤولون عن صحة شعوبهم وسلامة بلادهم، خاضوا في مسألة المتحور الكوروني الجديد المسمى «أوماكرون». وكأنهم من «جهلاء تويتر» الذين يشار إليهم باسم «المشاهير»!

ما نعرفه أن العالِمَ لا يتحدث عن الاحتمالات، فهو من طائفة «واحد زائد واحد يساوي اثنين». تبنى تصريحاته على الأرقام وليس الأوهام. وإذا نطق نظر في أوراق المختبرات وليس ما تمليه التخيلات. هو متخصص في علم نافع، يخضع لمعادلات تعطي نتائج يعتمد عليها العالم عندما تكون القضية متعلقة بوباء عابر للحدود والقيود. وقد أثبت أصحاب العلم والتخصص والخبرة أنهم ليسوا أفضل من جماعة التواصل الاجتماعي الذين يفتون دون علم أو معرفة أو دراسة أو فهم!

فور ظهور متحور جنوب أفريقيا سمعنا من مسؤولين في جهات رسمية دولية ومحلية في الدول الغربية، أن ذلك الفيروس «فتاك» وسريع الانتشار. وسيدخل العالم في موجة أقوى من موجة المتحور الهندي «دلتا»، وقرر العلماء بأن اللقاحات المستخدمة حالياً عاجزة عن مقاومته. وأطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراتها الاستباقية.

ووجدت سبع دول جنوب أفريقية نفسها محاصرة من العالم كله. بعد أن تدافع الجميع نحو إغلاق حدوده وأجوائه في وجهها، ولم تكلف المنظمة الدولية نفسها عناء الفحص والتحليل المختبري والتأكيد العلمي، ولم ترسل وفداً متخصصاً إلى المنطقة لمعرفة نوع ذلك المتحور، حتى ظهرت بعض الحالات في دول أوروبا. وتم التعرف على ما انشغلوا بتسميته أكثر من الانشغال بخطورته وكيفية مواجهته. فإذا به شيء مختلف عن ذلك الذي تحدثوا عنه!

قبل يومين تحدث «فاوتشي» كبير المستشارين في إدارة الرئيس الأمريكي بايدن. ونسف كل ما قيل سابقاً، وربما كلامه هو أيضاً، وبين أن «أوماكرون» أقل خطورة من «دلتا» وأقل سرعة وانتشاراً وضرراً، وأن العالم كان قاسياً على دول جنوب أفريقيا.

هبط العلماء إلى مستوى المغردين في تويتر. وهذه كارثة تضاف إلى كوارث أساتذة الجامعات والأطباء والأدباء الذين تنازلوا عن قيمهم من أجل الظهور في وسائل التواصل.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى