حلَّ الكاتب الصحفي الكبير الدكتور وجدي زين الدين ضيفًا على ملتقى الشربيني الثقافي.. في ليلة ثقافية فكرية بامتياز، حشد لها مؤسس الملتقى الكاتب الصحفي الزميل محمود الشربيني قامات فكرية وثقافية مرموقة.. وقد اضفى وجود بعض الاساتذة الجامعيين والمبدعين والكتاب والصحفيين المزيد من الألق الثقافي على الأمسية، كونهم يطلون -مع ضيف الأمسية الدكتور وجديً زين الدين – لأول مرة على الجمهور المثقف بمدينة شبين القناطر وما جاورها.. في مقدمتهم الكتاب والأساتذة د. مصطفي رجب عالم اللغة وأستاذ الادب وامينة النقاش الكاتبة الصحفية وعضو اللجنة المركزية بحزب التجمع، وعضو المكتب السياسي بحزب التجمع محمد فياض والكاتب الصحفي نبيل عمر مدير التحرير بالأهرام والكاتبة والادبية بهيجة حسين والكاتبة ثريا عبد البديع والزميلة الصحفية بالوفد سامية فاروق عقيلة الدكتور وجدي والدكتور مصطفي عبد الرازق والزملاء محمود زاهر وفتوح الشاذلي ومن أعمدة الملتقى الكتاب محمد جاد هزاع والدكتور محمد السيد إسماعيل ومجدي صالح ومحمد حلمي سعد والشعراء محمد فوزي حمزة (المدقق والمحقق الأدبي المعروف) ومجدي أبو الخير وفاطمة هزاع ومحمد عبد العزيز شعبان وصابر قدح وسامي خليفة والمشرف على نادي ادب شبين القناطر محمد الريس ،والمهندس أحم أبو باشا والصحفية سها طه.
اقرأ أيضا:
-
بحضور رئيس تحرير الوفد.. ملتقى الشربيني يجمع أقطاب اليمين الليبرالي واليسار
-
ملتقى الشربيني الثقافي ناقش مؤلفات ثمانية مبدعين (2)
-
شعراء وكتاب ونقاد يثيرون عاصفة من القضايا والمعارك الفكرية في ملتقى الشربيني…
-
محمود الشربيني يكتب: مشهد إجرام مكتوب بالدموع
الشربيني: فكرت في إثارة القضية بالملتقى.. فأم المفارقات أن يدرس رئيس التحرير الوفدي منهج النقد والابداع عند اليسار المصري
وفي تقديمه له قال مؤسس الملتقى الكاتب الصحفي محمود الشربيني أن د. وجدي زين الدين رئيس تحرير الوفد عضو بالهيئة العليا لحزب الوفد، هو أحد العلامات في تاريخ الصحيفة، فقد كان لا يغادرها تقريبا إلا إلى النوم.. وكان يستطيع القيام بجميع الأعمال ويسد النقص في الأقسام، وهوما أكسبه خبرة كبيرة على مر السنين، فقد عمل مع رؤساء الحزب المتعاقبين، من سراج الدين باشا وحتى المستشار أبو شقة، ورؤساء التحرير المتتاليين من مصطفي شردي المؤسس وصولا إليه، وكنت كلما ذهبت إلى الجريدة وجدته هناك.. في أي وقت .. كانت الصحيفة بيته، ولذلك هو يستطيع ان يعبر بها أزمات التغيير العاصفة التي هبت مع تراجع مساحات الإعلانات، وتغير سياسات توزيع الصحف عن ذي قبل).
وقال الشربيني أنه مما لفت انتباهه هو إقدام وجدي زين الدين، على دراسة اتجاه النقد الاشتراكي، مشيرًا إلى أنه في التصنيفات السياسية فإن سياسات الوفد وبرامجه وأفكاره تصنف بانها سياسات اليمين ..أي أن الوفد منذ عودته إلى الحياة الحزبية عام 84 و حتى اندلاع ثورة 25 يناير 2011 كان على يمين السلطة، وأضاف: نحن الآن أمام كاتب ينتمي للوفد، الحزب الذي يقع على يمين السلطة، والذي يكتب عن الاتجاهات الاشتراكية في الابداع والنقد بحفاوة وترحاب.. يدرس اتجاهات محمود امين العالم الفكرية والثقافية والنقدية، ولويس عوض وسلامة موسي وألفريد فرج ونعمان عاشور وفي رسالة الماجستير درس غالي شكري ورجاء النقاش وزكي نجيب محمود
وتساؤلات بالجملة
كيف كان ذلك؟ لماذا قرر وجدي زين الدين دراسة الاتجاهات الاشتراكية في الادب والفكر والثقافة والنقد
كيف امكنه ذلك وهو رجل ينتمي الى حزب يناصب عبد الناصر العداء على مدار تاريخه، وهذا ثابت من توجهات وكتابات صحيفة الوفد التي كان أحد العناصر التي انطلقت بها الصحيفة عند تأسيسها ثم اعد دراستيه هاتين وهو رئيس لتحريرها وهو من هو في نقد التجربة وعهد عبد الناصر وكال له الهجوم الشديد؟
هل انصفت الدراسة الثقافية والفكرية عصر عبد الناصر الذي توهجت في زمنه الآداب والفنون وازدهر المسرح والشعر والرواية والنقد بأنواعه؟
لا يمكن أن يكون رصيد أبداع الخمسينيات والستينات رصيدا للرئيس ناصر الذي أشار إلى غيبة الحريات في عصره.
عبدالناصر لديه إرادة سياسية
بهذه الكلمات تحدث الدكتور وجدي وقال: بحسب مشروعي الفكري فإن الإبداع والنقد الأدبي ازدهر في فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، وأقول هذا رغم الخلافات العميقة بين الوفد وبين ثورة يوليو.. وفي تقديري أنها ليست خلافات عدائية، فالوفد وعبد الناصر لم يتناصبا العداء، وما سمعته من فؤاد سراج الدين باشا أن عبد الناصر كان يقدر زعيم الوفد الراحل، وقد حكي فؤاد باشا قصة مكالمة هاتفية بينه وبين عبد الناصر عام 1958، ملخصها أن ناصر طلب من الباشا- وكان في الاسكندرية وقتها -ان يأتي للقائه في اليوم التالي لأنه يريد أن تستأنف الأحزاب نشاطها .. بعد أن كانت الثورة قد حلتها وبينها حزب الوفد، فبحسب ما ذكره سراج الدين فإن عبد الناصر رأي ان سياسة الحزب الواحد لن تحقق الآمال المرجوة منها».
كانت هذه بعض خلاصة حديث الدكتور وجدي زين الدين في ملتقى الشربيني الثقافي.. والذي عقد أمسية خاصة لمناقشة كتابيه اللذين تضمنا رسالتيه لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه، خاصة وأن الأخيرة تحمل عنوان الاتجاه الاشتراكي في الابداع والنقد في الصحافة المصرية 1952-1967.
خلافات مع الأساتذة .. في الأكاديمية
وفي حديثه قال الدكتور وجدي زين الدين أنه واجه قبل قبول تسجيله لنيل الدكتوراه صعوبات كثيرة ، لأنه اختار فترة معينة للدراسة (52-67)وهو ما أوحي للأساتذة الذين عقدوا سيمينارين لمناقشته ، بأن اختياره ينطوي على فكرة معينة، بأنه يعتبر أن المشروع الناصري انتهي عام 67 ، وقال ان السيمنار شهد خلافات فكرية حادة مع الاساتذة حول هذه النقطة ،لكنه أصر على عدم تمديد سنوات الدراسة إلى العام 1970 عام رحيل الرئيس عبد الناصر.. لأن هذه الفترة ستصل إلى 18 سنه تقريبًا. وكانت نتيجة إصراره أنه غادر إلى منزله ولم يوافق واستمر عاما كاملا من دون أن يشرع في التسجيل! موضحا أنه فقد عاما اخر في طريق حصوله على الدرجة ، عندما أصرت أكاديمية الفنون على معادلة رسالته للماجستير التي حصل علي درجتها من كلية الآداب جامعة القاهرة ،فاستغرقت كل هذا الوقت.
وأشار إلى ان الاكاديمية أيضا اشترطت أن يكون بين المناقشين له. أستاذا في الإعلام والصحافة مع ان الرسالة في الابداع والنقد!
واعتبر انه مدين بفضل كبير لأستاذه الراحل د.عبد المحسن طه بدر. وأشار في هذا السياق إلى أنه كان فور تخرجه بتفوق عام 83 أعرب له عن رغبته في العمل بالصحافة والالتحاق بالدراسات العليا في نفس الوقت . في إشارة إلى أنه كان يتابع أحلامه عن كثب، معربا عن سعادته بأنه لم يخذل أحلامه. وحققها بمسيرته الصحفية وبمشروعه الفكري. ويجدر بالذكر أنه يحاضر بجامعة القاهرة والعديد من المؤسسات العلمية والبحثية .
تنوع الأجنحة الوفدية
حديث وجدي زين الدين عن الوفد أعاد إلى الأذهان التنوع الذي كان سمة الوفد بعد عودته للحياة السياسية ، وقال :أجنحة الوفد التي كانت تثري الحزب ، مثل الطليعة الوفدية والتي قادها د. عبد المحسن حمودة وكانت بمثابة جناح يساري تقدمي في الوفد ، كما أن حديثه وضع امام رواد الملتقى مجددًا هذه الفترة المزهرة ابداعيا ، وذكر أنه وإن كانت سنوات التكوين عند المبدعين المشمولين بالدراسة ، سبقت قيام الثورة ، إلا أن إبداعهم ينتمي إلى ثورة يوليو وعهد عبد الناصر.
وردا على سؤال الزميل الشربيني عن تفسير الدكتور وجدي لذلك وهو الذي أشار إلى غيبة الحريات في تلك الفترة. وهل من رحم المعاناة ولد الإبداع قال زين الدين أن هذا صحيح.
عشقي الصحفي سرقني من مشروعي الفكري!
الدكتور وجدي زين الدين لمعت في عينية لحظة إشراق وهو يكشف عن أنه وهو بصدد بحثه في تلك الفترة. استطاع أن يخرج منها بثلاثة كتب قام بتأليفها. لكني حرصت حرصا شديدا في نهاية العام 2014. على إحياء مشروعي الذي تأخر ، وأمكنني إنجاز حلمي بتحقيقة .
وقال إن رسالتيه للماجستير والدكتوراه هما موضوع واحد. لكن أحدهما في الأدب العربي الحديث من آداب القاهرة والثاني في فلسفة النقد الفني من أكاديمية الفنون.. دراسة في الابداع والنقد. فقد كان الاتجاه الاشتراكي هو الاتجاه النقدي الذي غلب علي هذه الفترة. مضيفًا باعتزاز : وأكاد ان أكون انا الباحث الوحيد الذي تناول هذه الفترة بالبحث والدراسة.
وأضاف: أبدًا لم يكن هدفي ان احمل لقب دكتور، فهذا لا يعني لي شيئاً على الإطلاق. لكن الذي شغل اهتمامي بالمقام الأول هو هذا المشروع الثقافي ، الذي تصدي بالدراسة والبحث المستفيض لفتره زمنيه نستطيع بهدوء شديد جدا ان نطلق عليها فتره توهج ثقافي خطير جدا، رغم أمور سياسيه كثيرة أخري قد لا تتوافق أفكاري معها . هذه الفترة هي فتره مهمه في تاريخ الثقافة المصرية. خاصة و ان الرئيس عبد الناصر كانت لديه أراده سياسيه حقيقيه في النهوض بالبلاد.
حرية الوفد أتاحت لي كل شيء
وبالنسبة لسؤال الزميل الشربيني كوني كاتب ليبرالي يدرس اتجاه النقد الاشتراكي فإنني كثيرًا ما سئلت هذا السؤال ولدى عنه اجابه واحده ، وهي أن «الوفد» يضم بين أطيافه اتجاهات سياسيه كثيره مختلفه من أقصي اليمين الي أقصي اليسار ،والوفد كان لديه جناح طليعي عرف باسم الطليعة الوفدية، ما يؤكد أن الليبرالية لا تعني أبدا الوقوف على جانب اليمين ثم stop توقف .. بالطبع لا ، فهناك حريه يتمتع بها الوفد، ولولاها ماكنت وانا أتحدث عن الاشتراكيه قد تقلدت منصب رئيس التحرير.
دعم عظيم.. من بيت رجل عظيم
ونوه الدكتور وجدي بالدعم الكبير الذي وجده من اسرة الكاتب الكبير صلاح عيسي رحمه الله ، والسيدة زوجته الكاتبة الكبيرة أمينة النقاش ذلك أنها أتاحت له فرصةالأطلاع والاستعانة بمكتبة بيتها ..
وقد اشادت أمينة النقاش هي كاتبة وصحفية وعضو المكتب السياسي بحزب التجمع ورئيس مجلس إدارة الأهالي برسالة وجدي لنيل الدكتوراه، وبالجهد المبذول فيها ، وتعليقًا على مقدمة الزميل الشربيني أعربت عن قناعتها بعدم وجود فكرة العداء بين اليمين و اليسار ،وقالت أنه لايوجد مثل هذا القطع الصارم ، وأن فترة يوليو وإن كانت تتسم بغياب الحريات لكنها لم تكن تصادر على الإبداع.
نون – القاهرة
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية