نون والقلم

د. صلاح سلام يكتب: ملوك مصر العظماء

لماذا لا تكون طيبة؟.. ذكرها الشاعر اليوناني هوميروس وأشاد بثروة طيبة في الالياذة والتي كانت تسمى بمدينة أمون أو «واست الجنوبية» أو المدينة الجنوبية حيث كانت «منف» في الشمال وظن البعض انها تحريفا للاسم «تا أبيت» والذي يعني حريم الإله أمون. ولكن طيبة هو الاسم الذي أطلقه عليها الإغريق عندما وجدوا تشابها كبيرا بينها وبين مدينتهم اليونانية واطلعوا عليها أيضا اسم «زيوس الكبرى» مشبهين إله طيبة أمون بـ«زيوس» إله اليونان أو مدينة الألف باب أما الأقصر فهو الاسم الذي أطلقه عليها العرب نسبة إلى قصور الوزراء والكبراء والحكام.

أما بيوت العامة فيها كانت من الطوب اللبن ولكن طابقين أو أكثر ويتوسطها بركة مياه وحولها بعض الأشجار.. وهي عاصمة الإقليم الرابع من إقليم الوجه القبلي «واست» أو الصولجان وقد نشأت طيبة حول معبد الكرنك في القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد وأصبحت مدينة دينية من الأسرة الثانية عشر حتى القرن السادس عشر قبل الميلاد.

حيث حارب رجالها الهكسوس واستطاعوا تحرير بلادهم وأصبحت بعد ذلك عاصمة مصر وهي تعتبر بما تحويه من آثار متحف يحمل سجل التاريخ.. أما معبد الأقصر ومعبد الكرنك فكان محل منافسة بين الملوك كلٍ يريد أن يتفوق على الآخر حتى أصبح أحد المعجزات المعمارية. وقد تعرضت المدينة للسلب والنهب من الأشوريين بعد أن تم نقل العاصمة إلى الدلتا في «صان الحجر» ثم خربها هجوم قمبيز ورجاله ودك أسوارها الملك بطليموس بعد حصارها 3 سنوات لعدم دفع الضرائب واستمرت عصية حتى عصر الرومان.

وظلت طيبة عاصمة للشرق القديم طوال ثلاثون قرنا من الزمان. وفي نفس الوقت كان هناك بناء آخر على البر الغربي أسموها مدينة الموتى والمعروف حاليا بوادي الملوك. أقامها ملوك الدولة الحديثة إلى جانب مقابرهم في البر الغربي حيث المعبد الجنائزي واعتقادهم الراسخ في الحياة الأخرى بعد الموت.. مثل معبد الدير البحري للملكة حتشبسوت والراسيوم لرمسيس الثاني وامنحوتب الثالث.

هذه هي طيبة التي شيدها ملوك مصر العظماء منذ فجر التاريخ حتى الإسكندر الأكبر. وإن كان أحمس الأول قد أسس عصرًا جديدًا لمصر موحدة وعاصمتها طيبة. وظلت هكذا مع الاسرة الـ18ثم حتشبسوت فتحتمس الثالث. ثم أمنحتب الثالث فإخناتون الذي نقل العاصمة إلى تل العمارة ثم نقلها ابنه توت عنخ أمون إلى ممفيس. وهكذا تتوالى الحكام والزمان على طيبة هذا ملخص لما كتبته صفحات كيميت وويكيبيديا. إلى افتتاح طريق الكباش بالحفل الذي أبهر العالم.

ولكن نعود إلى السؤال لماذا لا تكون العاصمة الإدارية «طيبة» طالما أننا رسخنا اسم الأقصر للمدينة القديمة فلتكن طيبة عاصمة الجمهورية الجديدة.. وقد سبق أن كتبت مقال الجمهورية الثانية قبل أن يطرح فخامة الرئيس هذه التسمية الجديدة بأربع شهور. في مقالي في المصور في أكتوبر 2020 واليوم أطرح مقترح اسم «طيبة» كعاصمة لهذه الجمهورية. فإذا كانت المدينة القديمة رمزا للماضي العريق فإن المدينة الجديدة رمزا للحاضر بكل تقنياته. وابهاره وحصيلة قدح زناد فكر البنائين والمفك رين والمخططين والمهندسين والعلماء والفنانين ورجال المال والأعمال وهي المدينة الواعدة. فما تم تنفيذه ما هو إلا المرحلة الأولى من حلم يفوق الخيال وينقل مصر إلى آفاق الحداثة والمعاصرة.. فما رأيكم؟ دام فضلكم.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t   F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى