ميزة قيادتنا أنها لا تغلق الأبواب في وجه الآخرين، حتى لو رأت منهم جحوداً أو نكراناً، ولا تتعجل في اتخاذ المواقف، ولا تخلط مصالح الناس في الدول الأخرى بقوة أو ضعف علاقاتها بقيادة تلك الدول.
اختلافات الرأي واردة، والخلافات حول مواقف معينة قد تبرز في أي وقت، فهذه طبيعة بشرية. تحكمها توجهات شخصية حيناً، ومصالح حيناً آخر، وقد تتأثر بأفكار فرضتها انتماءات تسندها العصبية، والبشر لا يتساوون، ولا يبرمجون على معايير تطبيقية شبيهة بما يحدث في الأجهزة الحديثة، البشر مجموعة من المشاعر. تغلب عليها العواطف المتقلبة دوماً. وتقود إلى كوارث متى ما فقد أصحابها السيطرة عليها. فيفجرون في الخصومة، توجههم لحظة غرور بمكانة ومال وقوة، ويخسر الجميع نتيجة تصرفات، لا تخضع لرادع العقل والتفكير السليم.
ويفوز من يملك قياد نفسه، ويحكم الجانب الإنساني من الطبيعة البشرية، عقله مع عاطفته. فلا تفلت منه الحكمة، ولا يفقد أدوات إدارة الأزمات. عندما يدير العلاقات مع الآخرين، فكل الأزمات قابلة للنقاش والمداولة، وكل الأزمات لها نقطة التقاء، يُبنى عليها إذا صَفَت النية. حتى تتلاشى الأسباب والمسببات. ويتبين للجميع أن الخلاف والاختلاف كان حول مجموعة من الالتباسات. سادت في فترة معينة، وكانت تغذيها أطراف منتفعة من وجودها، ويهمها استمرارها، وفي علاقة دولة الإمارات وتركيا كانت تلك الأطراف واضحة للعيان. وقد نجحت رغم تباين مواقفها في شق الصف. وإحداث فجوة احتاجت إلى سنوات حتى تردم.
حكمة إدارة الأزمات، وأسلوب معالجتها هي الميزة التي تمتاز بها قيادتنا، وعندما يكون محمد بن زايد هو المسيّر والموجه، يصبح الخروج إلى بر الأمان سهلاً، مع الاحتفاظ بالثوابت، التي تدعم المواقف وتؤكدها، فمنذ عهد زايد رسخت هذه القيادة مبادئ التواصل، وبناء جسور المودة، وتجاوز صغائر الأمور.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية