نون والقلم

محمود الشربيني يكتب: مشهد إجرام مكتوب بالدموع

من الذي قال إن الشاعر أو القاص أو السيناريست أو المخرج هو الأكثر تمتعا بالخيال الخصب عن غيره من البشر؟ خارج هذه الدائرة المبدعة هناك دائرة أخري من الإبداع الجهنمي.. يصعب قياس مقدار موهبتها في التخيل.. بل والإجرام؟

فتىً عشريني استدرج شقيقته لتخرج معه هو وصديقه، لكي يستخدمه في انتهاك عرضها وتصويرها في أوضاع مخلة بالشرف، ليغلق فمها إلى الأبد، فيستولي على ميراثها! من الذي يمكنه أن يذهب بخياله إلى هذا المدى الشائن، فيكتب سيناريو بهذه الوحشية والقبح؟!

واثقة فيه وفي كلماته.. «شقيقها بقى» خرجت معه مقتنعة بروايته الكاذبة، بأنه سيحرر لها توكيلًا في الشهر العقاري، يمكنها من الحصول على ميراثها.

صدقته.. أفاقت على خياله الجهنمي.. اتجه بالسيارة نحو منطقة تتيح له ولشيطانه الرجيم المرافق له تنفيذ ما دبراه بليل.. لشقيقته «الطبيبة»! بدأ سيناريو النهش والاغتصاب يلمع لخيالهما الجهنمي، فهو سيصور شقيقته وعرضها ينتهك أمامه، ويحقق ما يريد منها، وها هو صديقه سيستمتع بلحظه لم تكن يوما في حسبانه.. لحظة متعة مجانية مع فتاة في نهاية العشرينات! وبموافقة وبمساعدة شقيقها! شريك الأفكار الجهنمية هذا، كيف كان ينظر لشريكة الباحث عن صورة يخرس بها شقيقته؟ هل كان يكن له تقديرًا مثلا؟ هل يجرؤ أن يرفع عينه في عينه؟ هل إن أفلتا بجريمتهما يستطيع أن يمنع شريكة -فيما بعد – عن أن يأتي امرأته أني شاء؟ كيف كانت مشاعر هذا الشريك وهو يري رفيق لحظة الجنون وهو يقيد شقيقته من يديها، ثم يطالبه بأخذ لحظة متعته من أخته، تلك التي أخذ يمني نفسه بها، منذ أن حاكا معًا لمحتهما من الخيال الناري المجنون؟ أهكذا.. يأتي يوم على إنسان أن يجهز لرفيقة لحظة متعة مُذِلَة مع أخته؟! نزع – له – ملابسها.. نزعها عنها قطعة قطعة.. ليقول لصاحبه: هاك جسد أختي.. التهم.. وصور! مع كل قطعة كان ينزعها عن جسد أخته كانت عينا النار المتقدة رغبة تنتظر، أن يحصل على جسدها لقمة سائغة.

كان ينتظر إشارة انتهائه ليبدأ في نهشها. وعلى وقع استغاثتها التي انطلقت بكل قوة في صراخها، جاء ناس على عجل ليشهدوا المهانة والزمن الرديء.. حكت حكايتها في النيابة: بعد وفاة والدي قررنا أن نقسم الميراث بعد وصول شقيقي السن القانوني، ولكن بعد فترة فوجئنا بأن شقيقي قرر بيع الأرض بدون علمنا.

دموعها لاتزال تكتب مشهد الإجرام والبشاعة «قمت بتربيته وكنت أنتظر بلوغه السن القانونية ليحصل على حقه، ولكنه فاجأني بتفكيره في تدميري واغتصابي أمام عينيه، بالرغم من أنني في مكانة أمه»، «أنا مصدومة من اللي حصل ومش مصدقة أن دا اخويا» أخويا يقول لي:«والله لصورك مع صاحبي وأفضحك في الجامعة اللي انت بتشتغلي فيها» «مش مصدقة انه اتفق مع صديقه على اغتصابي»!

هل جاء على الإنسان في مصر حين من الدهر، يصدم فيه هكذا بحرقة قلب من هذا النوع؟ أي ميراث يمكن بسببه أن يفكر جهنمي في اغتصاب أحدهم لأخته ليبتزها ويخرسها عن المطالبة بإرثها؟ هل تغيرت المواريث في هذا الزمان؟ أليس العرض إرثًا؟ والشرف أليس ميراثًا؟ ماذا جري للمصريين؟

 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى