الفساد وما أدراك ما الفساد حينما يُعشش داخل المؤسسات، حينها تكون الأمور خارج السيطرة، فالتلاعب بقوت المواطن، وفي القلب منها أموال الوطن والتي أقسم عليها المسئول بعنايتها وحفظها من اللصوص جرم كبير.
والجرم الأكبر حينما يرسم المرتشي صورة بأنه شريف عفيف اليد ويخرج علينا متغنيًا بالحب للوطن. ومن خلف الستار يتقاضى الرشوة، فذلك يجعلنا نقف أمام تزايد الرشوة في الآونة الأخيرة. ويجعلنا نتابع عن كثب جميع الفاسدين بغية تطهير مؤسسات الدولة منهم.
معلوم مشكورة الرقابة الإدارية والتي تلاحق الذئاب الرمادية وتتحين لهم الفرص السانحة للقبض عليهم. وتعريتهم أمام جميع أبناء الوطن. مثل الذبيحة في السلخانة.. مؤكد هي المكافأة الكبرى لكل من تسول له نفسه المساس بمدخرات الوطن.. إنها رسالة لمن يخصه الأمر ليعود ويندم باكيًا دماءً على فعلته.. ونشد على أيدي الرقابة بأن تكثف مجهوداتها خلال الفترة المقبلة.. فرئيس جامعة دمنهور وشلته ليس الأخير.. كثرة البحث تخرج الجيفة المتعفنة، وتخرج الخائنين للدولة.
إن هيئة الرقابة الإدارية منذ تأسيسها عام 1964. وهي مستقلة غنية لا تنام الليل تابعة لرئيس الجمهورية السلطة العليا. تسرح في إقليم المؤسسات لتتابع كل كبيرة وصغيرة لا تجامل أحدًا ولا تغض الطرف عن أي فساد مالي في أي مؤسسة. تجر الفاسدين على بطونهم إلى التخشيبة، فلا مكان لفاسد داخل مؤسسات الدولة المصرية.
ومن يرد الثراء الفاحش فليكن ذلك بضوابط معلومة وفي إطار القانون ليس عن طريق الرشوة. ولكن «القبيضة» توهموا أن الدولة أسقطتهم سهوًا من رادار المراقبة والملاحظة. تنعت هؤلاء باللصوص الأغبياء.. والغبي مصيره معلوم.. في العنبر مع الشلة.
وفي حقيقة الأمر حمل الرئيس السيسي منذ تقلده سُدة الحكم ملف الفساد وتطهير مؤسسات الدولة على عاتقه، لم يفرط في ذلك إطلاقًا وأكد كثيرًا أن الدولة متمسكة قيادة وشعبًا بسيادة القانون، ورفض صور وممارسات الفساد كافة وترسيخ قيم النزاهة وسياسة الشفافية، وأن الجميع دون أي استثناء كلهم سواء أمام القانون.. وهنا نطالب من أجل سيادة القانون بتعديل قوانين مكافحة الفساد لتصل حد الإعدام لكل من يتلاعب بقوت المواطن.
رسائل واضحة للعيان ولكن الحيتان الكبرى أعينها أصابها الغشاوة، وأغلب من قبض عليهم يتمرغون في الوطنية وهم منها براء، من يحب مصر لا يسرقها، من يحب مصر يكون على قدر المسئولية، ومن يحب مصر يحافظ على أموال الدولة، من يحب مصر لا يقبل الرشوة وهو جالسًا على كرسي قيادي.. من يحب مصر لا يتقاضى الرشوة.. اتركوا شماعة الوطنية وشأنها.. لا تُتاجروا بالوطنية.. فالوطن له حراسه..
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية